علميني كيف أغدو عظيماً وكيف تبتسمين في الأرق كيف تكونين طموحة علمينِي دعيني أساكن إشراقة الصبح ولمع الشفاه ونصاعة أبيض الجبين .. علمينِي إبتسمي تكن أيامي ربيعاً واحملي أمطارك الخضراء إلى واحتي واسقينِي إرفعيني وخذيني واقذفينِي إفعلي ماشئت فأنا مقتول بتلك اليدينِ اجعلينِي كل أصحابك اجعلينِي دعيني أكُن ثوبكِ الطويلَ ووسادة الحسن الميمونِ دعينِي علميني أن أكون حبيباً وكيف أغدو داليةَ العشِق أقبعُ في ظِلها وتجالسينِي كيف تكونين غطاءَ كل السنينِ وكيف أكُن رباناً عارفاً كل شطآنه أو بستانياً في ثرى النهدينِ علمينِي علميني كل فنون الحب وكل طرق النوم في قلبكِ وفي الجفونِ علمينِي ماعُدتُ أعرفُ من بهاءِ الحسنِ اتجاهاتي وأغدو سريعَ الخطى فيزداد شوقيَ وحنيني علمينِي يالوحة الحب القديمِ انتشي ألقاً وأرسلي خصائل الأشقر الفريد ليشطرني فتجمعيني علمينِي علميني كيف تجعلين الشقاءَ عيداً وكيف أمحو ذاكرتي بطلاءِ الأظافرِ وبعضِ عطرِ الليمونِ علمينِي قيثارتي تمتلكين وعزفي وكل أحوالي وعمريَ المجنون علمينِي أحبينِ مرةً كي تري أني بصمتيَ شاعرٌ وكل أشعاريَ حبيبتي تكونينَ علمينِي ---------- تلميد
ابراهيم موسى | 11/10/11
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعتمد بن عباد
غريب بأرض المغربين أسير حيـاته ونسبـه
هو محمد بن عباد بن محمد بن إسماعيل اللخمي . أبو القاسم ، الظافر المؤيد بالله المعتمد على الله . أمير إشبيلية وقرطبة وما حولهما . عربي من أسرة عربية عريقة ، نزحت من العريش إلى الأندلس واستوطنت في إشبيلية . ولد سنة 432 هـ وخلف أباه في الإمارة سنة 461 هـ وكان فتى في الثلاثين من عمره وقد امتاز كأبيه بالبأس والشجاعة ، واتصف كلاهما بالجود والسخاء ، واشتهرا بالقريض وحسن النظم والحدب على أهل الأدب . أقام مع أبيه دولة غدت أقوى دولة بالأندلس في عهد الطوائف ، وقد اتسعت في عهده فامتلك قرطبة وكثيرا من المملكة الأندلسية واتسع سلطانه إلى أن بلغ بلنسية و (مرسية) وكانت تعرف باسم (تدمير) . أصبح المعتمد محط الرحال ، يقصده العلماء والشعراء والأدباء ونالوا منه الجزيل من العطاء ، ولم يجتمع بباب أحد من ملوك عصره ما كان يجتمع ببابه من أعيان الأدب ، ومنهم اختار أصحابه وقضى معهم فترة شبابه في شيء من المجون ، كأبي بكر بن عمار وابن زيدون وابن حمديس . وظل أيامه في صفاء حتى ثارت العداوة بينه وبين بني ذي النون أمراء طليطلة فقد كان كل منهم يطمع بالاستيلاء على مملكة الآخر ، وكان ألفونسو السادس ، ملك قشتالة يطمع في الاستيلاء على ملك الفريقين ويتربص بهما الشر . وقد وقف ألفونسو إلى جانب بني ذي النون ، وكانوا أعانوه في حرب جرت بينه وبين أخيه سانشو . وفي عام 467 هـ انقض بنو ذي النون على قرطبة فاستولوا عليها وقتلوا سراج الدولة أبو عمر عباد ابن المعتمد وكان نائبا لأبيه عليها . وقد أشار الوزير ابن عمار على المعتمد أن يشد عضده بألفونسو ، ملك قشتالة ويستميله إليه ليتمكن من قهر أعدائه بني ذي النون ، فعقد معه معاهدة سرية ، تمت بمساعي وزيره ابن عمار تعهد المعتمد بموجبها أن يطلق يد ألفونسو في محاربة بني ذي النون وأن يدفع إليه ضريبة سنوية ، فأخذ ألفونسو يغير على أطراف طليطلة وبذلك تمكن المعتمد من استرداد قرطبة منهم كما تمكن من الاستلاء على (مرسية) و (بلنسية) وكانت في حوزة بني ذي النون فاتسعت بذلك مملكته . وهكذا ضحى المعتمد بالمعقل الأكبر لأسبانيا الإسلامية ، وهي طليطلة فما مضى غير قليل من الوقت حتى استولى ألفونسو على طليطلة سنة 478 هـ وقضى على دولة بني ذي النون ، وكان سقوطها بيد الأسبان أمرا جللا ، فبكاها الشعراء ونعوها ، ومنهم الشاعر اليحصبي ، فقد نعاها بأبيات هي نفثة مصدور . فقال
حثوا رحالكـم يـا آل أندلـس فما المقام بهـا إلا مـن الغلـط الثوب ينسل من أطرافه , وأرى ثوب الجزيرة منسولا من الوسط
وكان سقوط طليطلة ضربة قاضية على التفاهم بين ألفونسو ، ملك قشتالة وبين المعتمد ، أمير إشبيلية ، ذلك أن ملك فشتالة لم يقنع بالاستيلاء على طليطلة تلك القاعدة الهامة ، بل استولى على جميع الأراضي الواقعة على نهر التاجة وعلى قلاع مدريد (مجريط) وعلى وادي الحجارة وقلعة رباح ،وغدا يهدد قرطبة وماردة وبطليوس ، مما أفزع ملوكها وملوك الطوائف الأخرى ، وأحسوا بأن هذا العدو سوف يجتاح ممالكهم واحدة بعد أخرى ، فأجمعوا أمرهم أن يكونوا صفا واحدا ضد عدوهم وأن يستصرخوا أخوانهم المسلمين بالمغرب ، فاستغاثوا بيوسف بن تاشفين ، أمير المرابطين ، فاستجاب لندائهم ، وعبر البحر إلى الأندلس في جيش لجب وفي يوم الجمعة الواقع في 12 رجب سنة 479 هـ التقى جيش المرابطين بقيادة ابن تاشفين ومعه جيش ابن عباد بجيش الإسبان يقوده أفونسو ، وانتهت المعركة بهزيمة الإسبان هزيمة منكرة ، وقد جدرت الوقعة في موضع يعرف بالزلاقة قرب مدينة (بطليوس) ، وقد عرف يوم تلك الواقعة بيوم عروبة . عاد ابن تاشفين بعد ذلك اليوم المشهود إلى المغرب ، وقد رأى عن كثب ما آل إليه حال الأندلس من انقسام ممالكها بين أمراء مغتصبين انحلت بينهم روابط الاتحاد وسادت بينهم عواطف الأثرة والحسد ، وأخذ بعضهم يقاتل بعضا ويستعينون في اقتتالهم بملوك الأسباب وأمرائهم ، لقاء تنازلات وامتيازات يمنحونهم إياها . وفي عام 481 هـ حدثت فتن في الأندلس فعاد ابن عباد إلى الاستنجاد بابن تاشفين فأنجده ، ثم عاد إلى المغرب بعد أن ترك جيشا من المرابطين عدته أربعة آلاف فارس تحت إمرة قائده داود بن عائشة . وفي سنة 482 هـ جمع ابن تاشفين جيشا عبر به البحر إلى الأندلس دون دعوة أحد يريد الاستيلاء عليها ، فاستولى على غرناطة وأسر أميرها عبد الله بن بلكين بن باديس وارسله مع أهله سجينا إلى أغمات بالقرب من مراكش كما قبض على تميم بن بلكين وإلى مالقة وبعث به سجينا إلى أفريقية ليشاطر أخاه عبد الله مصيره ، واستولى المرابطون على مدينته . ثم عاد ابن تاشفين إلى إفريقية ونزل في غرناطة على رأس الجيش المرابطي . ولما اكتملت عدة الجيش سار قائده به إلى إشبيلية ، فوجد المعتمد متأهبا لقتاله ، وانتهت المعركة باستسلام المعتمد وتسليمه المدينة وكان سقوطها في رجب سنة 484 هـ . وقد قبض قائد جيش المرابطين على المعتمد وعلى نسائه وأبنائه وبناته وأرسلوا إلى إفريقية .
وقال وهو أسير في حصن أغمات يأسى على ما مضى من حياته ، وقد كتب بها على ابن حمد يس
علمت بأن الدائرات تدور **وقد كسفت منا هناك بدور
ونادي منادى البين فينا ترحلوا **فطار فؤاد للفراق صبور
ونثر سلك طال في المللك نظمة **كذا كل نظم بالزمان نثير
خرجنا من الدنيا وكانت بأسرها **تصيخ لما نومي به ونشير
نهضنا بها ما دام في السعد نجمنا **فلما هوى جارت وليس مجير
فلا ينس تسليم السماطين مسمعي **بحيث القنا والمرهفات سطور
وحيث بنو الآمال تكرع كالقطا **وقد زخرت للمكرمات بحور
وقد قامت المداح تنثر نظمها **ودارت علينا للثناء خمور
ولله يوم قد نهضت بصدره ** وحولي من صيد الكماة صقور
أثار به ركض الفوارس قسطلا **يرصعه للباترات قتير
وقد جال جرار الذيول مماصع **وطار إلى نهب النفوس مغير
وقد صمت الأسماع إذ طاشت النهى **وحامت على ما عودته طيور وأصدرت الرايات حمرا كأنها صدور حسان مسهن عبير
ألا بأبي ذاك الزمان الذي قضى وتعسا لدهر جاء وهو عثور
تصابحنا فيه الرزايا فتارة ** تصم صماخا أو تجيش صدور
لقد أسخن المقدار طرفي بعده ** وكم قر بالآمال وهو قرير
أيا مهديا نحوى التحية عن نوى ** تسائلني أن الزمان خبير
فسله عن الماضين قبلي فإنه **على كل حال لا يزال يجور
فلو أبصرت عيناك همى حالكا **وشهب الدياجي في السماء تنير
ومن أدمعي زهر تناثر غصنه ** بنكباء يزجيها جوى وزفير
لأنشدت من طول التفجع والاسى ** وقد قصرت عني مني وقصور
غريب بأرض المغربين أسير ** سيبكي عليه منبر وسرير
وقصة الملك الأندلسي ( المعتمد بن عباد ) ملك اشبيلية و صاحب أكبر مملكة في عهد ملوك الطوائف من أكثر القصص المؤثرة في التاريخ لأنها جمعت جميع المتناقضات من ملك و عز و سؤدد ثم أسر و سجن و تهجير و فقر اضافة لكونه شاعر مبدع و متميز
و لا يمكن لنا أن نستعرض قصة المعتمد دون اسعراض قصة زواجه و حبه لــ الجارية ( اعتماد الرميكية ) و ما صاحب هذه القصص من أحداث مثيرة إليكم هذه القصة التي تحكي أروع قصص العشق الزوجي في العصر الأندلسي في يوم كان المعتمد بن عباد ملك إشبيلية يتنزه مع وزيره ابن عمار على ضفاف نهر الوادي الكبير قرب مرج الفضة ، فأخذ المعتمد بمنظر الماء المتموج فقال
صـنـع الـريـح عـلـى الـمـاء زرد
وطلب من ابن عمار - وهو شاعر - أن يجيزه (يكمل ما نظمه)، فتوقف ابن عمار قليلا (يحاول ينظم)، وكان على شاطئ النهر جوار يملأن الماء في جرار فقالت إحداهن
أي درع لـقـتـالٍ لـو جـمــد
فألتفت المعتمد إلى حيث الصوت فلم تكن الصورة بأقل جمالاً من المنطق. فبهر بها وكان اسمها اعتماد - فسألهم ألها زوج ؟ قالوا : لا , فاشتراها من سيدها وأعتقها ثم تزوجها وولد له منها : عباد الملقب بالمأمون وعبيد الله الملقب بالرشيد والملقب بالراضي وبثينة الشاعرة .
كانت ملكة إشبيلية الأثيرة ، تحتل مكانة بارزة في حياة المعتمد ، وكانت لسمو مكانتها وتمكن نفوذها يطلق عليها اسم (السيدة الكبرى) ، وكانت تسرف في دلالها على المعتمد
من ذلك أنها طلبت من المعتمد أن يريها الثلج ، فزرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة حتى إذا نور زهره بدت الأشجار وكأنها محملة بالثلج الأبيض .
ومن ذلك أيضا أنها رأت فلاحات يمشين في الطين في يوم مطر وهن يتغنين فرحات ، فاشتهت المشي في الطين ، فأمر المعتمد أن يصنع لها طين من الطيب فسحقت أخلاط منه وذرت بها ساحة القصر ، ثم صب ماء الورد على أخلاط المسك وعجنت بالأيدي حتى عاد كالطين ، فخاضته مع جواريها . وحدث أن غاضبها المعتمد ذات يوم ، فأقسمت أنها لم تر خيرا منه قط ، فقال لها : ولا يوم الطين ؟ وجرى هذا القول مثلا للمرأة تنكر على زوجها نعمته عليها .
ومضى المعتمد على حاله معها فلم يقصر في شيء يجلب السرور إلى نفسها ، وقد بلغ من إعزاره لها أن صنع أبياتا يبدأ كل منها بحرف من حروف اسمها (اعتماد) وهي
كان المعتمد مشكور السيرة في رعيته. وقال أبو نصر في قلائده وكان المعتمد على الله ملكاً قمع العدا، وجمع بين البأس والندا. وطلع على الدنيا بدر هدى. لم يتعطل يوماً كفه ولا بنانه، آونة يراعه. وآوثة سنانه. وكانت أيامه مواسم، وثغوره بواسم. لقبه أولاً الظافر. * ثم تلقب بالمعتمد. كلفاً بجاريته اعتماد، لما ملكها. لتتفق حروف لقبه بحروف اسمها. لشدة ولوعه بها.
ولما أغار جيش ابن تاشفين على إشبيلية وأسر المعتمد أسرها فيمن أسر من أبنائه ونسائه ، وأرسل الجميع إلى (أغمات) بإفريقية ، و عاشوا عيشة الفقرو ذاقوا معاناة الأسر, و قد أشار لتبدل الحال هذا في رائيته الشهيرة التي صاغها في أغمات حين قال في بناته :
يطأن في الطين والأقدام حافية= كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا
وماتت الرميكية في أغمات قبل المعتمد بأيام . و مات هو بعدها حزنا وجداً عليها
قصور المعتمد ابن عباد في الأندلس .. قصر المعتمد في أشبيلة ---------- تلميد
محمد ازفاض | 11/10/11
صحيح يا محمد أخطات تحياتي لك نعم لقد استرجعت داكرتي قليلا ووجدت هدا صحيحا نعم ادا اخطا احدنا يصحح الأخر لهدا نحن مع بعضنا جنبا إلى جنب ---------- تلميد