الاسم: nasriss الصفة: استاد ومنشط تربوي مسجل يوم: 2010-06-04 مجموع النقط: 268.51 |
الأستاذ"المورد" والجدل المحتدم.
قراءة في المذكرة الوزارية 030/12. والمتعلقة بانتقاء الأستاذات والأساتذة "الموارد" في بيداغوجيا الإدماج.
جاء في نسخة من مراسلة الأكاديمية رقم 11853/10. بتاريخ 27/12/2010. ما يلي :
من مهام الأستاذ "ة" المورد المصاحبة، وذلك بمساعدة الأستاذات والأساتذة على إنماء الكفاية لدى المتعلمين تخطيطا وتقويما ومعالجة، وذلك من خلال إعداد وتكييف التخطيط حسب الطوارىء.
- إرساء الموارد وتقويمها.
- تعلم الإدماج وتقويمه.
- استثمار الوضعيات الإدماجية.
- استثمار نتائج التقويم وإعداد عدة المعالجة بتحديد حاجات الأساتذة، واقتراح طبيعة التدخل الملائم لها برصيد من التجارب الناجحة وتقاسمها مع أساتذة المؤسسة.
- الإعداد والمشاركة في تأطير الدورات التكوينية حسب الحاجات.
- بخلق جو تربوي ديناميكي داخل المؤسسة.
- بالإخبار بالمستجدات المتعلقة بيبيداغوجيا الإدماج.
من خلال قراءة أولية لهذه المهام يتبين بأن حبل تفكير الوزارة رجع إلى إحياء منصب ما كان يسمى بالمرشد التربوي أو المفتش المساعد ، حيث كان يشغله في السابق معلم أو معلمة لهما من الخبرة الطويلة من حيث الكم وليس من حيث الكيف، لتذليل الصعاب التي تعترض سبيل عمل المفتش الرسمي، وخاصة بالمناطق النائية والوعرة حيث كان المفتش المساعد أو المرشد التربوي هو من يتول برمجة اللقاءات التربوية بإعداد مذكرة في الموضوع ، محددا موضوع اللقاء وزمكانه، ومرسلا إياها إلى المفتش الرسمي قصد المصادقة عليها لتصبح سارية المفعول بعد الاطلاع والتوقيع عليها من قبل المدرسين ، وإن أبان على علو كعبه في هذا المجال ، يرقى كمفتش رسمي وتعطى له الصلاحيات التي كانت محجوبة عنه عندما كان مفتشا مساعدا. حيث مركز تكوين المفتشين لم يكن له أثر في ذلك الإبان. فهل الوزارة تنحو هذا المنحى في خلق منصب أستاذ "مورد" يمهد له الطريق بأن يكون مفتشا مساعدا أو مرشدا تربويا ، أو أن الأمر يختلف باختلاف المستجدات التي تجعل من العملية التربوية سيرورة يطبعها التغير والتبدل وفق أجندة مرسومة المعالم لدى المصالح الوزارية. واعتبار هذا الإجراء عبارة عن انتقاء من هو (هي) أهل لعملية تنسيق الأعمال واللقاءات التي يود المفتش برمجتها ضمن أجندة مدروسة مع كل مؤسسة تربوية، وبالتالي فالأستاذ "المورد" هو من يهيء الظروف المناسبة لمثل هذه اللقاءات على اعتبار أنه الأقرب لزملائه ولزميلاته في العمل، ومن ثمة تكون له البادرة في مناقشة ما عصي عليهم من أمر في كل ما يتعلق بالعملية التعليمية/ التعلمية برمتها انطلاقا من بيداغوجيا الإدماج المعول عليها في تغيير النمطية ، وخلق الجودة المتطلبة في المنتوج التربوي. فيبرمج على أساسها- في اتفاق معهم - الخطوط العريضة التي يمكن أن تهيأ كأرضية للنقاش، وترفع بعد ذلك للمفتش للاطلاع عليها قصد المصادقة لتحديد يوم اللقاءالدراسي أو التواصلي…
فطبيعة المهمة الجديدة لا زالت غامضة وملتبسة، وتطرح العديد من الاستفهامات على مستوى العمل داخل القسم. فهل الأستاذ "المورد" سيباشر عمله داخل الفصل وبالتالي تنضاف له هذه المهام ؟ أم سيتفرغ للمهمة الجديدة في وضعية جديدة ؟
فالمواصفات التي جاءت بها المذكرة أعلاه تتطلب منه :
- أن يكون قد استفاد من تكوين في بيداغوجيا الإدماج .
- أن يتسم بالتملك النظري والعملي لهذه البيداغوجيا.
- أن يمتاز بالفاعلية داخل المؤسسة من خلال مساهمته الفعالة في إطار مشاريع المؤسسة.
- أن تكون له الجاهزية والالتزام بالمهمة المنوطة.
- قادر أيضا على التواصل مع زملائه، وتنشيط اللقاءات التربوية.
- أن يكون له إلمام بالجوانب التربوية والديداكتيكية.
- قد مارس التدريس في مستويات مختلفة ( أقسام مشتركة، أو مستويين دراسيين).
- أن يمتاز بالقدرة على تدبير أعمال ضمن فريق.
- له دراية بتكنولوجيات المعلوميات والاتصال.
هذه المواصفات المطلوبة تدخل في إطار التهييء القبلي لمفتش المستقبل الذي يجب أن تتوفر فيه هذه الشروط كاملة حتى يتسنى له إذاك، تقديم طلب ترشيحه للالتحاق بمركز تكوين المفتشين إن كان يطمح لذلك. وإذاك ترى الوزارة بأنها قننت بطريقة علمية تكوين أطر التفتيش ابتداء من الأساتذة –"الموردين"، على اعتبار أن انتقاءهم استوفى الشروط التي تجعل منهم أطرا كفأة على المستوى القريب والبعيد في مجال التربية والتكوين. يبقى السؤال الجوهري الذي لم تشر إليه المذكرة في نوعية الأساتذة المنتقين للمهمة الجديدة هل من المعربين أم من المزدوجين ؟ فكلا الأمرين مر ! فإن كان من المعربين فكيف يعمل على تأطير وتنشيط اللقاءات التربوية الخاصة بمدرسات ومدرسي اللغة الفرنسية ؟ وإن كان من المفرنسين فكيف يعمل بالمثل على تأطير وتنشيط اللقاءات التربوية المتعلقة بمدرسات ومدرسي العربية؟. بقي الأمر ملتبسا بالرغم مما جاء في المذكرة من حيث عملية الانتقاء والتي جاء فيها.
- تنويع أدوات الانتقاء "السيرة الذاتية".
- اعتماد تقارير التفتيش مع اعتماد مقابلات شفوية إن دعت الضرورة.
يبقى أن نشير بأن المذكرة لاقت تعارضا من قبل جل الممارسين الفعليين،على اعتبار أنها جاءت لتضيف أعباء جديدة لأعباء القسم التي يتخبط فيها الأساتذة كما يرون . هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى نجد أن الوزارة بدأت تنهج حديثا طريقة تقطير المذكرات التنظيمية التي يصاحبها جدل داخل الأوساط التربوية، والتي تأمل من خلاله - في نظري - استقصاء ما يمكن من آراء ووجهات نظر المتدخلين والفاعلين في الميدان، للخروج من شرنقة التناقضات التي تتضارب في كل إجراء متخذ من طرفها. ويمكن الإشارة هنا إلى دفتر تتبع التلميذ وما خلق من جدل لما تضمنه من مسحة ببليوغرافية لحياة التلميذ، انطلاقا من وضعه الأسري الاجتماعي والاقتصادي، مرورا بوضعه الصحي والنفسي.. متطلب من الأستاذ أن يعبئه ، وكأن الأستاذ متعدد التخصصات. فيه الطبيب النفسي والسيوسيولوجي والمربي و الاقتصادي…
وما خلقته أيضا المذكرة الوزارية المتعلقة بالأستاذ المرشد والأستاذ الكفيل. ها هي اليوم تضيف لبنة من لبنات المذكرات التي تؤسس لمنظور مستقبلي ينم عن تغيير صفة المدرس التقليدية، واستبدالها بصفة العولمي الذي يهيم في بحور الميلتيميديا بزاد معرفي ينهل من كل الوسائط بطرق حديثة تتوخى وسائل الاتصال والمعلومات منهجا، وتعدد اللغات سبيلا. فماذا أعدت لذلك على مستوى التكوين، وترشيد الموارد البشرية، وتهييء البنيات الأساسية لذلك. مع العلم أن الانطلاقة بدأت ولكن خجولة، تحتاج إلى نفس جديد كما أقر بذلك الكل بالنسبة للبرنامج الاستعجالي. أم أن الوزارة تتغيأ من هكذا مذكرات تأسيس أرضية صلبة لانطلاقة مأمولة لجيل من المدرسين لم تجد بهم بعد بطون أمهاتهن، ويعول عليهم في المستقبل غير المنظور ؟.
"منقول للعلم"