مدرسة اولاد مبارك

ولادة في ردهة المستشفى .

« الحكرة « شعار بليغ .

يقابل كلمة « حكرة » عربيا الاحتقار ونعرف جميعنا تلك الشحنة الانفعالية السلبية التي تفرز للتو عندما يستشعر الواحد منا » أي شكل من أشكال الاحتقار وما يوازيه عادة من سلوكات الاستعلاء والإمعان في إذلال المتلقي من طرف الفاعل
الفاعل هنا هوالعقل المخزني العتيق الذي يعمل على تقزيم المواطن وإذلاله وإشعاره بالدونية أمام جبروت إدارة تحرص على بناء هيبتها من خلال رموز الغطرسة عوض الخدمات .
ان الاستبداد هو المنتج للحكرة ،والحكرة هي ذاك التمظهر المباشر للاستبداد ولو في أبسط تجلياته. فالحياة اليومية للمواطن العادي والمقهورتعج بتراكمات الحكرة من كل نوع .عندما يحمل الشرطي معه جبروته كموظف مخزني إلى الحياة الاجتماعية بكل عنجهية وضدا على الأعراف الاجتماعية وشروط اللياقة يتحول الى مستبد. فشرطي مدينة الحسيمة مثلا، بطل الأحداث التي حركت الآلاف من المواطنين كي يحتجوا ضد العنف المادي واللغوي الذي مارسه على ساكنة مدينة من المفروض أن يكون حامي اهلها . في يوم 13 يونيو نزل من سيارته ليعنف صاحب الطاكسي بآلته (لكريك) ( الآلة التي تزيل العجلات ) وعندما تجمع الناس حوله " بلطجي " لما لجأ لمطعم أخذ منه سكينا وراح يصول ويجول بين الجموع حيث ضرب شخصين بها مخلفا لديهم جروحا كما شتم ساكنة المدينة كلها بشتائم مهينة حسب شهادات بعض الحاضرين.
الشرطي تماهى مع وظيفته كما خبرها ومارسها وفق مرجعية احتقار المواطن فتخيل نفسه صاحب سلطة هنا و يحق له ما لا يحق لغيره وسلطته مطلقة يمارسها وقت ما شاء وأينما شاء .ان الحالة الحالة النفسية لهذا الشرطي سهلت نزوعه للتجاوز.. تعالوا بنا للقطاع ذا الطابع الاجتماعي الذي يتألق بعض مهنييه في هذا الاتجاه الاستبدادي " قطاع الصحة ". ذلك أن هذا القطاع بفعل شروطه البنيوية المتهالكة ، وشروط التسيب التي رافقته منذ سنوات… سمح لبعض مهنييه بممارسة الابتزاز على المرضى بشكل صارخ قد يؤهله لأن يحتل مركزا مميزا في فنون الرشوة والفساد والحكرة .
فعندما يدخل المريض للمستشفى وخصوصا المستعجلات وهو في حالة خطيرة ولا يجد من يهتم به وقد يبقى مرميا لمدة طويلة يستنزفه المرض و تجتازه أرجل الزوار دون ادنى التفاتة ….اليس هذا قمة الحكرة والاهانة والاذلال .
عندما تضطر المرأة الحامل للولادة في أحد مستشفيات الدولة ،وتتعامل معها « القابلة » المولدة بالسب والشتم وحتى اللطم …إذا لم تتمكن من الحصول على " التدويرة "..فتلك قمة الحكرة ..بل قد تتركها الممرضة ترتع في دمائها بعد الإنجاب وعارية لأنها منهمكة في جمع "الزرورة" من رفيقات المريضات الأخريات.
منقول عن موقع المغرب الملاحظ