المؤسسات التعليمية بالمغرب

مدرسة اولاد مبارك

تقارير الأنشطة التربوية

معلومات المؤسسة

السلك: الابتدائي
نوعها: مدرسة مستقلة
مجموع الأعضاء: 1
تسجيل عضوية في المؤسسة
خريطة موجهة

العضو الأكثر نشاطا على مستوى المؤسسة

الاسم: nasriss
الصفة: استاد ومنشط تربوي
مسجل يوم: 2010-06-04
مجموع النقط: 268.51

إعلانات

نص التقرير:
ذاكرة الفن الملالي
من طرف: nasriss
يـــــــــوم: 11 - 10 - 11 | القـراءات: 853

halima barkouk

بيت مظلم أشبه بمغارة بدائية ، يؤرخ للعهود الأولى ، يتناهى إلى االسمع من داخله هديل رتيب و مخيف ليمام يبدو أنه في قفص ، لا يحدث أن تسمعه إلا في أروقة و قباب الأضرحة ! تراءى من الظلام طيف عجوز ، تطل برأسها الصغير المكور ، فتبدو مقوسة الظهر سمراء السحنة ، تكاد عظامها تفصح عن سوء حالها و قسوة وحدتها ، خصلات بين الحمرة و الشيب تشرف من تحت " كنبوش " ملون بالحناء . أذناها مثقلتان بقرطين من الفضة ، وشم باهت بين الحاجبين و على الذقن و العنق ، يشهد على ما يشهد. نهارها جلوس على قارعة الطريق ، على حصير صغير من دوم متآكل ، تراقب المارة بعينين ضيقتين شاحبتين ، و بيدها مروحة من الكارطون . ترد على التحيات بأفضل منها ، و تعطرها أحيانا بدعابة و مزاح . هكذا عرفتها وحيدة بلا زوج و لا أولاد و لا من يسأل عنها . اتخذت من سكان الحارة صغارا و كبارا أهلا لها . لقد عرفت من أحد الشيوخ أنها كانت مضرب مثل في الجمال إبان شبابها ، امتهنت الغناء ضمن مجموعة في الحفلات و الأعراس ، و أصبحت فنانة ذائعة الصيت، كثيرا ما تطلق صيحة " تاموايت " التي تهز الأعطاف ، و ترتجف لها القلوب ،كان شعرها الأسود الطويل الناعم يتبعها في الهواء امام خلافات و خصومات و معارك القواد و زعماء القبائل و هي كا لفراشة لا يهدأ قلبها على مستقر ، أحبت الحرية و الزهو و الشدو .. و رفضت الأقفاص الذهبية .هذا ما قاله " جلول " وهو غير نادم على ما بدده من أموال طائلة في سنوات قليلة . كان يبيع الفدان تلو الفدان و يقيم الليالي الحسان .

من لم يعرف " حليمة " و " ولد شطو " غاب عنه السمر و الطرب و الهيام و حب الحياة فحليمة حملته على أن ينسى كل شيء حتى نفسه ولد شطو معانق كمانه يروي ملاحم المدينة ، و زمانها و امكنتها ، و أعيانها و أولياءها الصالحين من قبيل " سيدي أحمد بلقاسم " و سيدي بو القنادل " و" لالة بقاشة " يدس يده في جيبه ،ليخرج ما يكرم به نفسه و جلساءه ، و ما يعيد به البسمة إلى ثغر حليمة . مشدودا إلى ألوان الفساتين الزاهية ، و متمليا في الشعور المخملية المنسابة على الأكتاف المتطايرة في الهواء ، و هي توشك أن تلامس الأرض . و تحرك فيه أنغام " الغيطة " و الطبل و البندير و أهازيج النسوة العذبة ..من الواد لهيــــــه..كاع راشق ليـــــه..عين أســــــردون الرابحة العيــــون..الوشام الركيـــــك لمن دايــــــــــراه..الناس لي كنعرف مشات كتخــــرف ... رحلت " حليمة " ترى هل كان اختيارها صائبا : الفن من أجل الفن . و الحرية من أجل الحرية .

عن ادريس الهراس


تقييم:

0

0

مشاركة رابط الصفحة:


التعليق على التقرير عبر فيس بوك:

التعليق على التقرير في الموقع:
...........................................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

المهنة أو المهمة:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة

فكرة وتصميم وبرمجة الموقع: أحمد زربوحي
للتواصل: e-mail: etenma@gmail.com