نجاة ليست كمثل الكثير من النساء، فهي حين تمد ذراعاها تصير جسورا تعبر عليها جياد خبأها الاجداد في ربوع الوطن. وحين تضحك، تغمر البهجة كل الأرض. ونجاة يشتهي الكثير وصالها،
تعبت نجاة كثيرا حين صارت ميدانا لسلب الحياة، وجسدا يقتات عليه من لم يحترم تاريخها وعزتها.. وحين هب من قال لها جاء وقت الوصال، وقفت نجاة ويدها على قلبها، وهي في حيرة، انها تخاف على أبنائها من أن يسرق اللصوص حلمهم وخبزهم، تخاف عليهم من ذئاب الأرض. ونجاة تدرك أن قلبها موصد، وان جسدها دخلته جراثيم كثيرة، وتغلغلت فيه كائنات بعضها لا يعيش إلا على امتصاص الدم والعرق والكرامة، انها تتساءل كل ليلة عن الطبيب الذي سيعمل على تنقية جسدها من كل هذه الكائنات، وهي في قرارة نفسها تعرفه، لكنها تخاف أن تجرى لها عملية ازالة بعض الشعيرات التي نبتت على وجهها، وتترك الجراثيم .ومع ذلك لا تستطيع نجاة أن تمنع نفسها من الحلم ومن أن تتحرك في اتجاه الحبيب الذي يعانقها وابناءها.