وقف أهل القرية يراقبون الفتاة البريئة و شجاعتها في مواجهة السفاح الذي عاد يرميها بالحجارة فقفزت بين الصخور تحاول تجنب رميه، عندها رأت راعيا للخرفان في الوادي الاسفل، مرت بقربه مسرعة متسلقة الجبل الصغير من الناحية الاخرى ، و ما أن وصلت الي القمة حتى رأت السفاح قد أوثق أبنه بالحبال الي صخرة ...و بدأ يدمدم بنفس الصوت الذي كان يصدره من قبل عندما رأته في الوادي في نفس الحالة الهستيرية، عرفت انه في غير وعيه و انه لن يحس باقترابها ، نظرت ...فرأته قد القى كيس احماله وعصاه على الارض و أمسك بيده السكين التي كانت تعكس ومضات شمس الظهيرة، لقد أستعد لذبح ابنه...التقطت الفتاة البريئة اوريكة العصا وباغته بضربة على رأسه ، فوقع مغشيا عليه .قامت أوريكة بحل وثاق الصبي الذي ساعدها على جلب خروف من احد الراعي قبل ان يستيقظ السفاح وقاما بذبحه .لما استيقظ هذا الاخير والالم يعصر راسه رأى خروفا مذبوحا علي الصخرة، ثم نظر الي يديه فوجد سكينه الكبيرة اللامعة في يديه تقطر دما، نظر خلفه فراى اوريكة تحتضن ابنه، التفت اليها و قال: مالذي حدث؟ اخبرته الفتاة ان الالهة كانت تمازحه فقط فجعلته يفقد وعيه و انزلت له خروفا من السماء يفتدى دم ابنه . ابتسم السفاح.وقرر ان يتوقف عن قتل الاطفال...ورحل عن قرية المقة(اوريكة).ولم يعد منذ ذلك اليوم. كانت فرحة الناس لا توصف، فأقاموا طقوسا يتذكرون بها الفتاة البريئة التي أنقذت اطفالهم من السفاح ...وحتى الان و بعد مضي الاف السنين مازال الناس يذهبون الي قرية المقة و يرمون الحجارة عند كل عقبة و يذبحون الخرفان تخليدا لذكراها. اختلطت الامور على الناس الان و نسوا الفتاة البريئة... و نسوا لمن يلقون الحجارة...ولكنهم مازالوا يلقونها في نفس المكان.