الاسم: nasriss الصفة: استاد ومنشط تربوي مسجل يوم: 2010-06-04 مجموع النقط: 268.51 |
الإدارة المدرسية ودورها في اصلاح التعليم :للإدارة المدرسية دور مهم في إصلاح التعليم , فالإدارة الناجحة تستطيع أن ترتقي بمستوى المعلمين والمتعلمين وتستخرج ما لديهم من كنوز دفينة , وتلعب الدور المنوط بها في تنمية الإبداع وصقل الموهبة لدى الطلاب وإنتاج أساليب متنوعة للتعلم.
ان الطفولة تعتبر من أهم المراحل النمائية التي يمر بها الإنسان ، فهي تمثل نقطة البدء في النمو بمختلف مظاهره الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية ، كما أنها الأساس في بناء الشخصية وفي اكتساب المعارف والمهارات ، وفي تكوين الميول والاتجاهات ، ومن هنا يؤكد علماء النفس على ضرورة العناية بمرحلة الطفولة وتهيئة البيئة المناسبة لإثارة دوافع الطفل وإبداعاته انطلاقاً من البيت والروض والمدرسة ، إذ أن هذه البيئات هي مصدر الإلهام الإبداعي للطفل وهي المسؤولة عن نموه وارتقائه أو إحباطه وفشله ، فإذا كانت البيئة خصبة ثرية مشجعة تثير دوافع الطفل وتشبع حاجاته العضوية والنفسية والاجتماعية وتجيب على تساؤلاته وحواراته ، ويسودها الاطمئنان النفسي وتتوفر أيضاً على الإمكانات المادية المناسبة للمرحلة العمرية ، فإن ذلك ييسر عملية الإبداع ، فتنمو الموهبة وتترعرع صاعدة نحو الكمال لتحقيق الإنجازات الهائلة مستقبلاً ، وأما إذا كانت فقيرة معدمة في مثيراتها الفكرية ويسودها روح التسلط والخوف وتنعدم فيها الثقة بالنفس ولا تتوفر على العناصر المادية ، والثقافية اللازمة للعملية الإبداعية ، فغالباً ما تكون سبباً في إحباطات الموهوب وفشله .
والإدارة المدرسية تستطيع أن توجد التواصل بين البيت والمدرسة والذي يعد أساساً من أسس الارتقاء بالمتعلم , والوقوف على نقاط الضعف لديه ومعالجتها أولاً بأول .
كما أنها تستطيع الارتقاء بالمعلم وجعله في الصورة الطيبة التي ينبغي أن يكون عليها وأن يعامل على اساسها , فتجعل المعلم قدوة لطلابه وترفع مكانته وسط تلاميذه . كان العالم المسلم (الكسائي) يربي ويؤدب ابني خليفة المسلمين في زمانه هارون الرشيد،وهما الأمين والمأمون وبعد انتهاء الدرس في أحد الأيام ، قام الإمام الكسائي فذهب الأمين والمأمون ليقدما نعلي المعلم له ، فاختلفا فيمن يفعل ذلك ، وأخيراً اتفقا على أن يقدم كلاً منهما واحدة ..ورفع الخبر إلى الرشيد ، فاستدعى الكسائي وقال له :من أعز الناس ؟ قال: لا أعلم أعز من أمير المؤمنين .قال : بلى ،إن أعز الناس من إذا نهض من مجلسه يتقاتل على تقديم نعليه . فظن الكسائي أن ذلك أغضب الخليفة فاعتذر،فقال الرشيد : لو كنت منعتهما لعاتبتك ، فإن ذلك رفع من قدرهما. ( ابن خلقان)