تعد المدرسة من أقوى المؤسسات التربوية التي تتمثل إحدى وظائفها الأساسية في ترسيخ قيم المواطنة وفضائل السلوك المدني لدى الأفراد والجماعات، قصد تأهيلهم لادماج المواطن في المجتمع، والإسهام الفعال في تنميته. لذلك فإن رهان نجاح المدرسة المغربية اليوم، يرتبط بالأساس بمدى التزام الفاعلين التربويين، وبإسهام هادف لشركائها، وذلك بتمكين المتعلمات والمتعلمين المتعاقبين عليها من تعلم جيد ومؤهل، وبمدى قدرة المؤسسة التعليمية على أن تجعل من كل متعلم مواطنا واعيا، قادرا على الموازنة بين حقوقه وواجباته، ملتزما بمسؤولياته، ومنفتحا على الغير وعلى العصر. وما نجاح عينة من المؤسسات التعليمية اليوم في التجسيد العملي لروح المواطنة النشيطة ولفضائل السلوك المدني، إلا دليل على الإرادة القوية والانخراط الحازم للفاعلين التربويين بتلك المؤسسات، في مشاريع التربية المدنية، الكفيلة بترسيخ مدرسة الاحترام والمواطنةالحقة.