الاسم: nasriss الصفة: استاد ومنشط تربوي مسجل يوم: 2010-06-04 مجموع النقط: 268.51 |
لبنى رزاني// هل يجب أن أكون على درجة عالية من الأخلاق لأنتقد فيلم الزين اللي فيك ولا أجد من ينعتني بالمكبوتة المنافقة المدعية، أتظاهر بالاشمئزاز وفي داخلي أمل كبير أن أشاهد القصة كاملة لأستمتع بمشاهدها الخليعة وأشبع أذني بالكلام الساقط الذي يدور بين العاهرات والشواذ في مشاهد الفيلم؟
هل يجب أن أعجب بهذا الفلم لأواكب الحداثة وأنضم لركب المثقفين الواعيين الذين يرون فيه معالجة سينمائية تعري عن واقع معاش مسكوت عنه، تناوله المخرج العبقري العظيم بكل جرأة ليشارك به في المهرجانات العالمية ويمثل به المغرب أمام العالم ويربح به العديد من الجوائز المهمة التي ستحسب لصالح السينما المغربية؟
لست مثالية، لي زلات وأخطاء ابقيها بيني وبين خالقي ولا أعلن للملأ عنها، ليس نفاقا بل هي حياة شخصية لا تخص أحدا ببساطة مادامت لا تضر أحدا، ولي كامل الحق في انتقاد الفساد ومحاربته مادمت أعيش في هذا المجتمع الذي يمسني كل ما يسيء إليه، كما لن أنتظر انتاج فيلم إباحي مبتذل لأدرك أن بلادي غارقة في الدعارة ومليئة بالمثليين، ولست على درجة من الغباء تجعلني أحتاج رؤية عاهرات في أدوار ممثلاث تتراقصن بثياب عارية وتتلفظن بأبشع المصطلحات لأفهم الواقع فالحر بالإشارة يفهم، أم أن الفنان استحمر شعبا بأكمله،
واقعنا مر أليم يحيط به الفساد من كل جهة لن يتغير سوى بتغير ما بأنفسنا شعبا وحكومة بالعمل الجاد لا بالخطابات والصراعات و العري والدعارة والعهر الفني في ما يصفونه بالإبداع السينمائي الذي يعري عن الواقع...
الزين اللي فيك، يسمون المقتطفات المنتشرة منه عبر الأنترنت تسريبات وماهي الا دعاية تافهة تستهدف الجانب الفضولي أو الغريزي للانسان لاستقطاب أكبر عدد من الضحايا الذين سيملؤون قاعات السينما، ضحايا اختاروا ان يكونوا كذلك ولم يجبرهم أحد، ومنهم فعلا من كان ينتقد الفيلم ويسب ويلعن المخرج ومن معه وهذا هو بيت القصيد لدى الطاقم، لا تؤثر فيهم شتائم ولا لعنات ولا يهمهم سب ولا انتقادات مادام الفيلم على قيد الحياة، يسافر من بلد لبلد ومن دولة إلى أخرى، يدر الملايين على منتجه ويجعل الممثلين حديث الساعة يسيرون على السجاد الأحمر برأس مرفوع يبصمون للعالم أنّا بلد الفساد بامتياز، فمرحبا بالخليجيين و الأوروبيين و كل من يبحث عن السياحة الجنسية، ومالذي سيستنتجه المتفرج أكثر من ذلك من عمل سينمائي بهذا المستوى، فهو لن يكثرت للقصة مهما كانت حبكتها الدرامية أو رسالتها ولن يلتفت للتقنيات الفنية وطريقة التصوير أو الإخراج مادام أمام عري وخلاعة تتحرش بدماغه مهما ادّعى درجات الوعي والرقي والزهد.
تنتهي حريتي عندما تبدأ حرية الآخرين، ومادمنا نعيش في مجتمع واحد وجب علينا احترام بعضنا البعض من أجل التقدم والرقي و تبني الأخلاق لتسمو أفكارنا ونصبح مجتمعا منتجا، ولا أحتاج ذكر اليابان في كل مرة خير مثال في جميع مناحي الحياة من تعليم وأخلاق وتطور وتقدم تكنولوجي و تعايش بين جميع فئات شعبها باختلاف معتقداتهم وأصولهم ودياناتهم تمكنوا أن يبنوا مجتمعا فرض نفسه في الوقت الذي لانزال فيه غارقين وسط حروب أهلية باردة بين المسلمين والعلمانيين بين الغني والفقير بين رب العمل والعامل وبين المدير والمدرس والتلميذ، ان فساد التعليم هو الذي يحتاج لتعرية حقيقية تطالب بالإصلاح و تربية الأجيال الصاعدة وتعليمها كما يجب . اما تخسار الهضرة و قلة العَرض لم ولن يكون يوما حرية أو يساهم في تقدم وتطور أكثر منه قساوة للقلوب و وقاحة لجيل لم يعد يحترم كبيرا ولا صغيرا.
لقد بالغت وخرجت عن الموضوع بل وضخمته ربما في نظر البعض لكن الأمر أخطر وأفظع مما تتصورون فاليوم الزين اللي فيك وغدا الزين اللي فالمغرب كامل، شوية دالحشمة باش كنديبانيو ستتلاشى ويتساوى الجميع و تصبح بناتنا عاهرات بوراقهوم و شبابنا شواذا وبحقوقهوم ويتبادل الأب وابنه و الأم وابنتها وجميع أفراد العائلة جميع أنواع الكلام الساقط وهوما ضاحكين!!!!