الاسم: nasriss الصفة: استاد ومنشط تربوي مسجل يوم: 2010-06-04 مجموع النقط: 268.51 |
نزلت الأسرة، التي ينتمي إليها الاستاذ محمد الكنيدري، رئيس جمعية الأطلس الكبير، بدرب الحمام،حومة سيدي ايوب حيث يوجد قبر العلامة القاضي عياض، الذي سيكون ابن هذه الحومة، رئيسا لجامعة تحمل اسم هذا الرمز الشامخ في العلم والعمل.جامعة القاضي عياض
توفي والد محمد الكنيدري، وهو لم يبلغ بعد سنته الخامسة، وتفارق الأم بعد ذلك بسنة واحدة الحياة، تاركة الأبناء يصارعون اليتم، ليتكفل الأخوة الكبار بشقيقهم السي محمد، الذي لم يتجاوز حينها الست سنوات. درس الاستاذ محمد الكنيدري في أول مشواره الدراسي في «المسيد»، نظرا لإيمان الأسرة بضرورة الزاد، وانتساب عدد من العلماء وحملة كتاب الله إلى هذه العائلة العريقة. يتذكر السيد محمد الكنيدري كيف أن العائلة كانت تجتمع كل ليلة قدر وتقرأ القرآن الكريم جماعة، إلى أن «تخرج السلكة»، حيث تفتح كتاب الله بعد صلاة المغرب لتختمه في صلاة الصبح. الأمر الذي سيفتقده محمد الكنيدري عندما سيسافر إلى الديار الفرنسية لإتمام دراسته.تميز المشوار الدراسي للاستاذ محمد الكنيدري بالتفوق على مدى سنوات. كان السيد محمد الكنيدري في السنوات التي سبقت سنة حصوله على شهادة الباكلوريا متفوقا في مادتي الرياضيات والفيزياء، حتى أنه كان يحصل على معدل يفوق المعدل المحصل عليه من قبل تلاميذ البعثة الفرنسية.
في سنة 1962 حصل الاستاذ محمد الكنيدري على شهادة الباكلوريا، ليتم اختيار 21 تلميذا مغربيا من أجل إتمام دراستهم بالديار الفرنسية، وهكذا توجه الكنيدري، ومدير المدرسة المولوية، وشخص آخر يدعى العمراني إلى فرنسا، بعد أن اختيروا من بين التلاميذ المتفوقين.
درس الاستاذ الكنيدري مادة الفيزياء والكيمياء لمدة أربع سنوات قبل أن يقترح عليه أستاذ له الدخول إلى المدرسة العليا للأساتذة، استجاب الاستاذ للفكرة على الفور، حيث اكتسب هناك خبرات في علم النفس والتواصل، مكنته من دخول غمار عدد من المجالات، التي سيوظف فيها ما حصله في مجال السيكولوجيا. أصبح السيد الكنيدري أستاذا مساعدا لمدة سنة في المدرسة العليا للأساتذة، وأنهى بحثه للدراسات المعمقة في الرباط.
طلب الاستاذ الكنيدري إجراء بحثه في سنة بدل عامين، وأنهى أطروحته مع أستاذه في باريس، ليطلب منه الأخير المجيء إلى باريس، فتوجه السيد محمد الكنيدري إلى هناك، وتحديدا إلى المدرسة العليا، فخيّر بين العمل في 3 مختبرات، ليختار المدرسة «سوتنرال»،
استقر الاستاذ الكنيدري هناك، حيث كان نادي المغاربة، الذي توجد بالقرب منه جامعة السوربون، وبولفار «سان جيرمان»، وحيث مقر اجتماع النقابات. تردد ابن مدينة مراكش على المختبر واعتكف فيه إلى أن أنجز أطروحته في علم أطياف، الذي تستعمل فيه الفيزياء والكيمياء، لتحديد المواد المكونة لأي مادة.
اشتغل البروفيسورالكنيدري على الفيزياء النووية، الأمر الذي جعله يسبر أغوار «اليورنيوم» في فرنسا، ومكنه من الاشتغال على آلة «الرمان»، التي كانت قد ظهرت لأول مرة في العالم، مما أدى إلى اكتساب المجموعة التي يشتغل رفقتها السيد الكنيدري شهرة في العالم. في سنة 1985 شغل الاستاذ محمد الكنيدري مهمة الرئيس الشرفي لجمعية العلماء الكيماويين المغاربة، بعد أن حصل سنة 1976 على جائزة المغرب في العلوم الحقة. وذلك بعد أن ألف كتابين سنة 1970، الأول حول تطبيق انكسار الأشعة الالكترونية في دراسة التراكيب في الكيمياء العضوية، والثاني دراسة للمحتوى الحراري للروابط الكيماوية بين الفيول وأوكسيد الأثير بواسطة التحليل الطيفي للأشعة فوق البنفسجية.
وبعد تعيينه رئيسا لجامعة القاضي عياض سنة 1986، حيث كان الرئيس الوحيد الذي رفض تدخل القوات العمومية داخل الحرم الجامعي، لاعتقال وتعنيف الطلبة، إذ يحكي أحد الطلبة الذين عاصروا ولايته على رأس الجامعة، كيف أن الاستاذ الكنيدري وقف في وجه والي مراكش في تلك الفترة، محملا إياه عواقب تدخل قوات الأمن ضد الطلبة، اقترح الاستاذ محمد الكنيدري ليكون وزيرا للتربية الوطنية في حكومة كريم العمراني سنة 1993. تلقى السيد الكنيدري اتصالا من الوزارة الأولى، يخبره فيه أن الوزير كريم العمراني يريد لقاءه على عجل، قبل أن يخاطبه العمراني قائلا: «جي غير بشوية عليك راه باقيين باغيينك».
استقبل الحسن الثاني وزراء الحكومة كلا على حدة، باستثناء الوزيرين السيد محمد الكنيدري، والسيد إدريس التولالي، وزير السكنى، هذا التأخر خلق «كثرة القيل والقال»، لكن استدعاء الملك الراحل للوزيرين ومجالستهما جعلته يبين لهما سبب هذا التأخر، عندما قال: «فالإنسان يدرس من أول منذ ولادته إلى أن يموت، والمغربي يعمل على إيجاد سكن ويموت ويترك سكنه لأبنائه»
صار الاستاذ محمد الكنيدري بعد أن أدى مهمته الحكومية رئيسا لجمعية الأطلس الكبير، ليقرر إنشاء مهرجان الفنون الشعبية. هذه الفكرة خرجت إلى الوجود، عند ترؤس الوزير في حكومة التناوب حسن الصبار بطولة العالم للعدو الريفي سنة 1989، بمجرد أن سلم عليه السيد محمد الكنيدري، أكد له على ضرورة المساهمة لإخراج هذه الفكرة إلى الوجود خصوصا وأن الوزير الصبار كان يقطن في بنصالح بمراكش، ودرس معه في ثانوية محمد الخامس. منح الوزير للمهرجان مبلغ 100 مليون ليتصل الاستاذ الكنيدري بالوزير الأشعري فمنحه بعد نقاش 500 ألف درهم، لينتقل ابن مراكش إلى مكتب الوالي أمجد، الذي رحب بالفكرة خصوصا بعد أن جلب السيد الكنيدري مليونا و500 ألف درهم.
هذا، وحصل البروفسور الكنيدري على الدكتوراه الفخرية من جامعة «بوركون» الفرنسية، وكذا العلامة الذهبية للاستحقاق الفرنسي سنة2001، إضافة إلى وسام العرش من درجة ضابط في 2001. ويشرف الاستاذ الكنيدري اليوم على دار الطالب في اطار العمل الخيري الخير