مدرسة اولاد مبارك

الحسد هو انفعال نفسي تجاه نعمة الله على بعض عباده، مع تمني زوالها سواء اتبع الحاسد هذا الانفعال وسعى لازالة هذه النعمة من الآخرين تحت تأثير الحقد والغيظ، او وقف عند حد الانفعال فهذا الحسد هو شر امرنا الله بالاستعاذة منه والاستجارة بحمى الله منه.
قال تعالى: «قل اعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، ومن شر غاسق اذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد اذا حسد». والفلق قيل انه سجن في جهنم، وقيل فلق الصبح. وامرنا الله ان نستعيذ من الخلق والشر المظلم ومن السحر والحسد.
سيدنا يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليه السلام هو والد سيدنا يوسف عليه السلام، يوسف حكى لابيه ما رآه في المنام وتقول الآيات «إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين» وتعتبر رؤيا الانبياء وحياً، والتفسير يقول ان سيدنا يوسف قص ما رآه في المنام على ابيه فقال له ابوه ان هذه الرؤية أمر مشتت سيجمعه الله لاحقاً وقال له «يا بنى لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين» وقد خاف سيدنا يعقوب من حسد اخوة يوسف اذا علموا بهذا الأمر.
وتمضي الآيات وتحكي عن مكر وحسد اخوة يوسف «قد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين? إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفى ضلال مبين?اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخلُ لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين».
وذهب بأخوة يوسف الحقد والحسد ورموه في البئر وجاؤا لأبيهم يبكون بدموع التماسيح وهم يحملون ملابسه وعليها دم كذب، وقالوا ان الذئب قد اكله ولم يفطنوا الى ان الثياب التي اتوا بها سليمة غير ممزقة. وتمضي القصة ويباع يوسف لعظيم مصر ويكبر ويتعرض للفتنة ويدخل السجن ولكن ينصره الله ويصبح عظيم مصر وتتحق رؤياه ويسجد له اخوته الاحد عشر وابواه. ونقول ماذا يفعل الحاسد مع الرازق.