هل جربت يوما أن تقع بين أنياب ثلة من التماسيح البشرية لتلوكك،مقطعة أوصالك، انهم لا يعرفون الا اسمك ، وفي أحسن الأحوال يعرفون وجهك، بل إن منهم من يتحرك بالتوجيه الآلي في فلك محركهم الذي يوحي لهم بأنك قد تشكل خطرا عليهم،فظلموا أنفسهم ولو أنهم أنصفوها لحاسبوها وجبروا عيوبها ونواقصها التي لا تغطى بغربال لأنها واضحة، مكشوفة .اعلم يا عزيزي أن منهم اللص الذي يتهمك بالغرور والتكبر،فلم يحفظ وداد لحظة، وسعى لينشب في عيونك مخالبه. ومنهم المهزوزة نفسه، الضعيفة شخصيته الذي لا يحسن أداء واجبه، مع كثرة نواقصه التي تصل إلى حد الإسفاف إلا بسكوتهم عنه ليظل دائرا في فلك الرضى، وهو لا يجد لك نقيصة إلا أن يشهر سيف لسانه لتمزيقك، ومنهم المزورالذي يلقاك فينكمش وجهه كأن برد يقينك ثلج سال على محياه، فبات وجهه مكفهرا، ولونه مغبرا، وشاهد الزور الذي رآى فضلك بعينيه، ولمس برد لطفك بيديه، فقال فيك زورا يعكس ما في قلبه من الخسة، والكاذب الذي يخدعك ببريق الكلمات وخنجره في خاصرتك وسكينه تقطع منك الوريد، عافانا الله وإياك من هذه التماسيح البشرية. لا تعجب يا عزيزي إن جربت ذلك يوما من هؤلاء وأولئك؛فلقد باعوا عقولهم، فاستعبدها ابليس،و باعوا أنفسهم للشهوات، فاستعبدتها الأهواء،امض ولا تلتفت فإنك على الحق.