أنواع "الكائنات الفيسبوكية"
سعيد المودني
الجمعة 18 أبريل 2014 - 11:10
يمثل رواد "الفيس بوك" عينة عشوائية لمكونات المجتمع وشرائحه، ويلخص تناقضاته وأمراضه، غير أن من تلك المثالب ما يمكنك أن تتحسسها من خلاله هو فقط، ومنها ما لا يمكن أن تعرفه إلا إذا اجتمعت لديك إمكانيتي معرفة "أصدقائك" هؤلاء في العالمين الافتراضي والواقعي، وسنحت لك الفرصة أن ترى وجهي تصرفهما المثالي والدنيء..
ومن أمثلة القسم الثا...ني(النقائص والتناقضات التي لا تدرك إلا من خلال اجتماع المعرفة بـ"الصديق" في الواقع وفي الشبكة): التزوير في الأسماء والصور والسير وأماكن الإقامة والمهن والأماكن المزورة والحالة العائلية والسن والهوايات والمستوى العلمي والطبقة الاجتماعية... وكذا الاهتمامات.. بل وحتى بعض تمظهرات الأخلاق...
أما ما يمكنك استكشافه فقط عبر المجال الافتراضي فهو أيسر وأكثر موضوعية من ناحيتي الكم والكيف..
فبإمكانك أن تلاحظ مجالات اهتمامات أصدقائك وعلو هممهم وانسجامهم مع مظاهرهم(ما صرحوا به في جانبيتهم عند تعريفهم بأنفسهم)..
يطرح شيء ذو بال لا يتفاعل معه أحد، فتقول أن الأقوام ربما غير مرتبطين حاليا لأسباب تخصهم، وما أكثرها.. ولا تكاد تكمل التماس ذاك العذر لأولئك حتى تراهم جميعا قد هبوا ليثبتوا حضورهم في مائدة ترهة أو تفاهة أثارها هذا أو ذاك، في انتقائية مقيتة ليست لاختلاف في فكر، ولكن، لدنو همة، وصبيانية اهتمام، وضحالة تفكير، وربما سفاهة ذوق..
ويمكن أن تجد من ترفّع عن هذا ورفع السقف، حتى إذا ما أثير نقد للبنية السياسية للبلاد، رأيت جبنه وحرصه يمنعانه حتى من وسم المنشور، هذا إذا لم يُسقط صاحبه من لائحة "الأصدقاء"..
بين هؤلاء وهؤلاء فئة من الإمعيين المنافقين المجاملين المحابين "لأصدقائهم" الذين يحسبونهم من علية القوم الذين قد يشفعون لهم أو يساعدونهم في تسلق، أو يمدونهم بسلم صعود،، فتراهم يؤمّنون على دعواتهم قبل انتهائها، ولو كانت شرا مقيتا، راجين رضاهم وبركتهم، وإن كانوا لا يؤمنون للبركة بأدنى وجود!!
منهم أيضا فئة غريبة عجيبة ملخص وجودها أنها -عندما ترى أو تعارض- لا تبرر رأيا ولا معارضة رأي.. هكذا..
ومنهم فئة حاضرة، لها هم وازن، تمتلك شجاعة وجرأة وإقداما، مستقلة ثابتة، ضابطة منضبطة... لكن.. إذا كان الكمال لله، ف"أصدقاؤنا" هؤلاء، فضلا عن أثر غرور قد يكون تسلل إلى إدراكهم، فهم للأسف متعصبون لا يثقون إلا بأنفسهم، ولا يلقون لسواهم بالا حتى لو شاركهم الرأي وقال السداد(مثلما يقولون على الأقل)، فتراهم يتجاهلونه ولو كان بينهم، ضاربين عرض الحائط أبجديات الآداب كمكون رئيس للرسالة التي ينهضون بإحيائها، والتي تحث على إشراك الغريب وسط الجماعة المتعارِفة، والتكلم باللغة التي يفهمها، وتقديمه، والتربيت على كتفيه كي يستأنس،، وهذا أيضا من صميم أدبياتهم وأدواتهم الدعوية المفترضة مع المتعاطفين في الدوائر....
وطبعا من فضُل دون ذلك -وهم صفوة الصفوة- هم من الصالحين