موضوع المشاركة:
واقع التعليم الثانوي الإعدادي بسيدي بنور: الإعدادية فاطمة الزهراء نموذجا
يـــــــــوم: 18 - 05 - 13 | القـراءات: 1644
العنصر البشري رأسمال المغرب:
لا يختلف اثنان في كون العنصر البشري هو أهم ثروة وطاقة لكل بلد يسعى إلى تحقيق الرفاه الاقتصادي والتقدم الاجتماعي،هذه القاعدة تنطبق أكثر على المغرب الذي يفتقر لمصادر الطاقة بحيث يضطر إلى استيراد حوالي 95 من حاجياته الطاقية.هذا الفقر معوض –والحمد لله-بوفرة العنصر البشري الذي يشكل أزيد من 45 من ساكنته.لكن هذا الشباب يحتاج إلى تربية وتكوين يجعل منهم أشخاصا مستقلين ففي تفكيرهم ،مبدعين ،مبادرين،متزنين في شخصياتهم،سلوكاتهم منسجمة مع قيم ايجابية ومثل عليا تضبط سلوكاتهم و اختياراتهم.
تربية تتيح لهم إطلاق قدراتهم العقلية والبدنية وتحريرها وليس حبسها ومثلها عن الحركة و النشاط.
تربية تمكنهم من مواصلة تعلمهم وتربية أنفسهم بأنفسهم، وتكسبهم ثقافة علمية فهما و معرفة و تطبيقا.لكن تحقيق هذه الأهداف رهين بتوفير الإمكانيات و الموارد ووضع السياسات التربوية الأصلية النابعة من واقع البلد و ليس المستورد من مجتمعات تختلف بيئاتها عن بيئتنا,تربية تحرر المواطن من كل أشكال الظلم و القهر-الحكرة-والجهل والفقر وتعيد له كرامته.
تربية تعزز ثقافة حقوق الإنسان عقيدة و سلوكا ،تربية تنشئ مواطنا مهتما بقضايا وطنه وقضايا العالم الذي أصبح قرية صغيرة.
سيدي بنور منجم الرجال و النساء:
من المعلوم أن المدن الصغيرة التي لم تتلوث كثيرا بسلبيات التضخم الحضري المشوه تعتبر منجما مكشوفا للحصول على شاب تتوفر فيه المواصفات المطلوبة مثل التشبع بالقيم الايجابية كالجدية واحترام الذات والآخرين-المعقول حسب التعبير الدارجي- بالإضافة للطموح غالى الترقي الاجتماعي و الاستعداد لكل التضحيات من اجل تحقيق تنمية الذاتية التي تؤهله للمساهمة في النهوض ببلاده وإخراجها من مستنقع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية و السياسية و الثقافية التي تتخبط فيها؟
لا ادعي إني ملم بكل أوجه الواقع التعليمي من سيدي بنور،لكن عملي لمدة تزيد عن ثلاثة عقود في إعدادية فاطمة الزهراء مكنتني من تسجيل مجموعة من الملاحظات المستقاة من التطور الذي عرفه واقه هذه المدرسة التي لا تختلف كثيرا عن واقع المؤسسات التعليمية داخل سيدي بنور.
خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي كانت الإعدادية المذكورة تصنف ضمن أحسن الاعداديات على صعيد إقليم الجديدة –كان سيدي بنور تابعا لإقليم الجديدة- مرتبة مؤسسة على عدة معايير منها ارتفاع نسب النجاح الحقيقي القائم على النتائج الجيدة التي تحققها تلميذات المؤسسة والمواظبة وقلة التغيبات ومستوى الانضباط وجو الطمأنينة زيادة على ارتفاع منسوب الأنشطة الرياضية والمسرحية والفنية والخرجات الدراسية والرحلات الثقافية والترفيهية والمسابقات الثقافية فيما بين تلميذات المؤسسة و بينهن وبين مؤسسات خارجية.
هذا الجو التربوي كان يشجع على عقد اللقاءات التربوية والثقافية داخل فضاء هذه المؤسسة.انفتاح حقيقي على محيط المؤسسة.
هذا الجو شجع كل الأطراف:متعلمين و أساتذة و اطر إدارية على بذل أقصى الجهود لتحقيق الأهداف المنشودة و التي أثمرت أفواجا من التلميذات اللواتي استطعن شق مسارهن الدراسي بكل ثبات وثقة في النفس نحو النجاح والتميز في رحاب المدارس العليا و الجامعات داخل الوطن وخارجه ليصبحن أطرا عليا مشهودا لهن بالكفاءات العليا.
والان:
يـــــــتـــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
بقلم علي العطار
تقييم: