لماذا لا يخجل أولئك الذين يحذفون الدروس اللغوية تباعا في اللغة العربية ؟؟؟؟

يلاحظ دارس ومدرس اللغة العربية في هذه العقود الاخيرة ، توالي حذف الدروس المقررة في المادة بشكل ملفت للاستغراب !!! وإنه مهما كانت الذرائع والحجج فهي أوهن مما يتصور . وفي آن معا وكنتيجة لهذا التقزيم، إن صح القول ، اصبحت النتائج جد سلبية تراءت جليا خاصة عند تصحيح تعابير التلاميذ في الامتحانات الجهوية الاخيرة . حيث لم يعد لدى البعض من التلاميذ حتى ادنى مستوى من مستويات ضبط الكلمة في شكلها او اعرابها : فيضع على سبيل المثال حركة الشدة او التضعيف اسفل الحرف !! او يقدم اعرابا لو قرأه احد واضعي قواعد النحو لأغمي عليه !! قد يحتج احد من معارضي مقاربة اللغة من الناحية القاعدية ، ولكن لا يمكن التقدم باللغة بمعزل عن قواعدها النحوية والصرفية الضابطة لها ولا يمكن فهم المعنى في غياب القواعد ، والأمثلة التي تحدد نمط وطبيعة العلاقة بين القواعد كمداخل لفهم الأنساق وبين المعاني ، كثيرة يعرفها الدارسون للغات. اضف الى ذلك ان جزءا من مؤشرات التمكن في اللغة يتمظهر أساسا في حسن التعبير والتركيب . وان من يقرأ تعابير التلاميذ الكتابية أو ينصت للمتحدثين الذين يخطبون في الناس في المحافل والمناسبات الرسمية ، يجد ان اللغة الفصيحة قد ديس (من فعل داس) عليها بغير شفقة ولا رحمة ، أو كأنها كما قال الشاعر حافظ ابراهيم ، لغة ضمت " سبعين رقعة مشكلة الألوان مختلفات" ... فيا اصحاب القرار ارحموا تعابيرنا وارفقوا بنا ، فنحن نريد تقدما ملموسا للغتنا كسائر اللغات . نحن لا نريد بعث اتهامات مجانية لأية جهة ، ولن نحكم على السرائر ، ولا النيات ، فقط نريد ارجاع المكانة للغة العربية بإعادة الدروس المحذوفة في المقررات والحصص المخصصة لها .