صرت أرى أن كل شيء يتحقق بسرعة هائلة، يجعلني هذا أتساءل: هل من يمنحون أنفسهم ألقابا ((((علمية)))) يملكون قدرات أسطورية ليكونوا كذلك؟ هل هناك قوات خارقة غير مرئية مثلا تساعدهم على ذلك، أم إننا نحن نأبى أن نساير طبيعة هذ العصر الذي أصبح منطقه يتلخص في عبارة "كوكوت مينوت". بعد استغراب وتأمل وإمعان للنظر، اكتشفت أن قوانين الطبيعة نفسها، لا تعترف بالقوة وطول البقاء والفاعلية إلا لكل ما يأخذ وقته الكافي/ الطبيعي ليتمكن من أسباب القوة والإرادة وترك الأثر في هذه الحياة. الجنين مثلا: يمكث في بطن أمه تسعة أشهر كاملة ليكون في أتم استعداده ليعلن نفسه طفلا مستقلا بذاته، له اسم خاص به، وناذرا جدا ما يخرج جنين إلى الوجود قبل هذه المدة. النخلة مثلا، تحتاج أعواما لتثمر، وأعواما لتصبح شامخة، وتظل أعواما مديدة تعطي من ثمارها لتغذي أجيالا متعاقبة. بينما النباتات البرية التي تنمو بسرعة إزاء هطول لغيث، سرعان ما تذبل وتموت، من غير أن يستفيد منها جيل واحد. القمح مثلا هو زراعة موسمية، يزرع ثم يحصد ليستفيد منه جيل واحد في سنة واحدة، بينما النخلة، يموت من غرسها، بينما تظل هي أعواما مديدة تعطي ثمارها لأجيال متعاقبة. أرأيتم؟ الطبيعة نفسها لا تعترف بـ "كوكوت مينوت"، فكيف نرى هؤلاء القوم يجعلون "كوكوت مينوت" فلسفة حياتهم. البقاء البقاء للأصلح، البقاء البقاء للأقوى، البقاء البقاء للجاد، البقاء البقاء للصادق مع ذاته، البقاء البقاء لمن لا يخدع نفسه ويعيش في الأوهام اللحظية "الكوكوتية" الزائلة.(واللي بغا يبني، يبني على الصح)
الطالب الباحث : عبد الرحمان هلالـــــــــي
. 10 جمادى الآخر 1438. 09 مـــــــــــارس 2017. الحمـــــــــــــــــــــــــــراء.
مراسلة رضوان الرمتي