الفرق بين العام والسنة والحول
قال تعآلى :
“ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما" (سورة العنكبوت) آية 14
كان من الممكن أن يقول رب العزة:
تسعمائة وخمسون سنة
فلماذا ألف سنة إلا خمسين عاما؟
أما الجواب فلكون لفظ سنة:
تطلق على الأيام الشديدة الصعبة ..!!
كما قال تعآلى :
“تزرعون سبع سنين” (سورة يوسف) الآية 47
-
ولفظ عام :
يطلق على الأيام السهلة أيام الرخاء والنعيم
قال تعآلى :
“ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس”
)سورة يوسف) آية 49
-
وبذلك يكون سيدنا نوح قد لبث ألف سنة شقاء
إلا خمسين عاما ..!!
-
لذا من الأفضل أن نقول "كل عام وأنت بخير”
و ليس كما يقال:” كل سنة و أنت طيب”
وردت كلمة عام وعامين في القرآن الكريم 10 مرات وهي تعني اليسر والرخاء وقلة المدة أو قصرها حسب الحالة النفسية للشخص أو الأشخاص.. ونذكر فيما يلي أمثلة من ذلك:
” أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ “ [التوبة: 126].
وتعني: قصر المدة التي تتم خلالها الفتنة.
” ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ “ [يوسف: 49].
وهي تعني اليسر والرجاء.
” حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ “ [لقمان: 14].
وهي تعني الحب والفرح بالوليد خلال فترة الرضاعة.
أما الحول
فالحول يعني العام الذي يتم فيه فعل الشيء بلا انقطاع فمعناه يختلف عن معنى السنة ويختلف كذلك عن معنى العام لأن السنة والعام هي فترات زمنية يأتي خلال أي جزء منها الحدث أو الفعل وليس شرطاً أن يكون الحدث أو الفعل مستمراً خلالها، أما الحول فيكون الحدث أو الفعل فيه مستمراً بدون انقطاع.. ونذكر الآيتين اللتين ورد فيهما الحول:
” وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ “
[البقرة: 240].
وهي تعني أن يكون المتاع طوال العام مستمراً بدون انقطاع.
”وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ “ [البقرة: 233].
وهي تعني أن الرضاعة مستمرة بلا انقطاع طوال العامين.. “ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ “ [لقمان: 14].
من الدراسة السابقة يتبين لنا الفروق الجوهرية بين معنى السنة ومعنى العام ومعنى الحول وأنها يجب أن يتم فهمهما على النحو الصحيح حتى نتدبر آيات القرآن ونفهمها على أحسن وجه
وجَلَّ وعَز من قال
اللهُ تعالى في كتابه العزيز
{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } [سورة النساء: 82].
من أراد ان يتعلم اللغة والبيان فـ ليقرأ القرآن ويتدبر معانيه !
منقول للفائدة
معلومات مهمة لك الشكر اخي الكريم..جعلها الله لك حسنات