.سنة84ونصف85 .
سنة احجبت عنا ضوء القمر،وأحلام ترافقنا،وبرهة تفيقنا زفرات كلب جائع يدور بالطاحونة،فنبعده بكسرة خبزحاف من شعير تفوح رائحته "خميرة بلدية "أو ما تبقى من طعام خلال الليل،؛الذي قليلا ما يترك سدى،،،نهاب نباحه ولا نهاب أنيابه،ذلك النباح الذي ينبش طلعة هذا السكون الجارف الذي يمزق الدوار بيتا بيتا ،يساعده هطول الأمطار التي تنطق بموسم فلاحي بسيط،،"
كانت المسافة إلى فرعية:التلا...ة مشيا كالمسافة إلى مراكش عبر القطار السريع،تباركنا في مشيتنا تلك المرأة العجوز التي تطالبنا ب"كويميدة"pommade أو بنات "النس.خ"" اللواتي يستهوين غسل الملابس كل خميس ،أو تلك الأتربة التي تصفعنا وتقبلنا وسط ركام من العرق الممزوج بصهد شمس تقتلنا رويدا رويدا فتكون المشية صيفا أشبه بكلب أصابه سعارفأصبح لا يميز بين يمين وشمال أو عدو وصديق، أيها التعب الذي يوصلنا إليك؛أيتها المدينة التي لم تبتعدي ولم تقتربي وكثيرا ما كنا ننسى أن هناك جرائد يومية ولقطات تلفزيونية
كانت سنة قد وصل صداها إلى عشر سنوات تلتها حيث لم يتجدد فيها ذلك النشاط كما عهدناه ؛كانت سنة اختزلنا فيها كل أنواع اللعب والمزاح.