إن مختلف النظريات والبيداغوجيات الحديثة تنفي كل تعليم قائم على الإكراه، يجب ألا يوضع المتعلم في موقف سلبي، يقبل أراء غيره ونتائج تفكير الآخرين، بل العكس يجب أن نضعه في موقف الباحث المنقب على الحقيقة، يفكر ويجرب بنفسه حتى يكتسب دراية على مواجهة الحياة بمختلف مشاكلها ومعالجتها. من هذا المنطلق تعتبر أفعال الحياة اليومية هي منطلق النمو المعرفي. فالمدرسة في وقتنا الراهن مطالبة بإعادة إنتاج ظروف الحياة كما هي موجودة في الوسط الملموس للمتعلم، لأن هذا الأخير في تواصل دائم ومتواصل مع هذا الوسط، بداخله يصادف المشكلات التي تدفعه اللى تعبئة مختلف موارده وتجاربه لحل هذه المشكلات. إن هذا الوسط يمارس فعلا معينا على المتعلم، الذي يجد نفسه ملزما بالاستجابة لهذا الفعل بغرص التكيف adaptation، فهذه العملية تتطلب في بعض الأحيان رد فعل بسيط، يمكن أن يكون واعيا أو غير واع، بحيث يدفع المتعلم إلى تعديل تصرفه تبعا لهذا الوسط. في حالات أخرى، يجد صعوبات في التكيف تثير لديه شعورا مؤلما، مما يدفعه إلى إبداع ردود فعل خاصة قصد تحقيق التكيف. إن التجربة في ميدان التربية لها أهمية كبيرة تتجلى من خلال تنظيمها للفعل التربوي، على غرار منهجية الطريقة العلمية.إن أهم شيء ترتكز عليه التربية الحديثة هو انشغالات المتعلم، أي أنها ترتكز على المبدأ المشهور " التعلم من خلال العمل " .
من إنجاز : هشام الهيشو رحو