التربية رسالة سامية لأنها تبني الإنسان وتزكيه، ويحتاج القيام بهذه الرسالة وحملها إلى جهد وصبر، ومكابدة وحكمة، لا سيما إذا كانت تسير في طريق حل مشكلات الأطفال مثل العدوانية; التي تعاني منها بعض الأسر، وتحاول معالجة الأطفال العدوانيين بإعادتهم إلى الإتزان والإستقرار والابتعاد عن الأذى.
أنماط السلوك العدواني :
تظهر النزعة العدوانية لدى الأطفال في سلوك يحمل طابع الاعتداء على الآخرين كالمشاجرة، والانتقام، والمشاكسة، والمعاندة والتحدي، والتلذذ بنقد الآخرين وكشف أخطائهم، والاتجاه نحو التعذيب والتنغيص وتعكير الجو، ونوبات الغضب.. ورغم أن أنماط السلوك العدواني كثيرة جداً، لكن أهم هذه الأنماط وأكثرها انتشاراً:
1. المعاندة.وتتجلى لدى الطفل في رفض الطلبات والأوامر والتوجيهات من قبل أبويه وذويه، وهي أبسط مظاهر النزعات العدوانية، وتتلاشى المعاندة بصورة طبيعية بتأثير النمو الاجتماعي.
2. المشاجرة. وتظهر بضرب الطفل لأخوته وأقرانه، أ دفعهم، أو شدّهم من شعرهم، أو اغتصابهم حاجاتهم، وكثيراً ما يكون هذا الاغتصاب اغتصاباً ظاهراً علناً.
3. الكيد والإيذاء. ويبدو ذلك واضحاً في إغاظة الأطفال الآخرين والكيد لهم، وإيذائهم وتعذيبهم، وتنغيص حياتهم، والتدخل في ألعابهم.
خطورة السلوك العدواني :
وجود طفل عدواي أو أكثر في الأسرة يؤثر على راحتها واطمئنانها، ويؤدي إلى سلبيات مادية ومعنوية منها. إيذاء إخوته، وضربهم، وشتمهم، والاستيلاء على حاجاتهم ولعبهم، مما يجعلهم يسخطون عليه فيعبرون عن ذلك السخط بضربه ومشاجرته، أو يلجؤون إلى البكاء تعبيراً عن غيظهم وانزعاجهم.
بالإضافة إلى ذلك فإن الطفل العدواني يسبب أضراراً في أثاث المنزل كما يثير الفوضى في البيت، ويثير الشغب والضوضاء التي تقلق راحة الأسرة إن هذه الظاهرة لما لها من أضرار تحتاج إلى علاج سريع، وذلك بتعاون الأسرة والمدرسة والمجتمع لأن الطفل إذا شب على هذا السلوك قد يصبح في المستقبل عدوانياً يؤذي كثيراً من الناس ويؤذي نفسه.
العلاج السلوكي :
بعد أن يشخص الطفل العدواني، ويعرف بالعدوانية وتكشف صفاته وتحدد الأسباب التي أدت إلى ظهور السلوك العدواني عنده، يجب أن تتجه الأسرة إلى الإستعاضة عن صفات الطفل السلبية بصفات أخرى إيجابية، لأن العلاج السلوكي يهدف إلى تحقيق تغيرات في سلوك الفرد تجعل حياته وحياة المحيطين به أكثر إيجابية وفاعلية، وإزالة الأسباب التي أدت إلى العدوانية لدى الطفل هي السبيل الأول لعلاجه بالإضافة إلى أسباب أخرى.
وسنجمل طرق العلاج في هذا الجدول:
أسباب العدوانية علاجها :
الطاقة الجسمية الفائضة: الإكثار من ملاعبته ألعاب رياضية محببة إليه، حتى لا يصرف هذه القوة في ألأذى والاعتداء
الرغبة في إثبات الذات: تكليفه بأعمال أمام إخوته وأصدقائه، كإلقاء الأناشيد، أو التعبير عن نفس، أو سرد حكاية، أو نطالبه بالقيام بعمل ما ونثني عليه ونشجعه.
تقييد الحرية: نهيئ له مكاناً يتحرك فيه ويلعب بحرية، فإن لم يكن في المنزل متسع نصحبه إلى الحدائق، وملاعب الأطفال ويفضل أن يتم ذلك مع الأصدقاء.
الإخفاق الاجتماعي والشعور بالظلم والغيرة: بأن نشعره بالحب، والعطف والحنان والأمان نلبي طلباته دون إسراف، وهذا يؤدي إلى جعله إنساناً سوياً.
التقليد والمحاكاة: إبعاده عن مشاهدة مناظر الرعب والصراع التي تعرضعلى الشاشاتوالقنوات الفضائية.
بالإضافة إلى ما سبق يجب أن نملأ أوقات الطفل العدواني فلا تجعله يشعر بالفراغ، وتؤمن له الألعاب المناسبة، وتنمي هواياتها وتساعده على ممارستها.
وحول هذا الموضوع استضافت الفرحة المدرب الرياضيي حسام قشوع ( مدرب رياضة الدفاع عن النفس) وقد قال:
تعد رياضة الدفاع عن النفس السبيل الأمثل لتفجير طاقة الطفل المشاكس. ومن خلال خبرتي في التعامل مع الأطفال أجد معظم الأطفال الذين لديهم عدوانية كبيرة تنقصهم الرعاية والعناية من الأسرة. وفي بداية تعاملي مع الطفل العدواني أجعله يثق بنفسه وبقدرته على تحدي القوي قبل الضعيف ثم أعلمه كيف يتحكم بغضبه ووالطريقة الصحيحة لمواجهة مشاكلهفي محيطه الاجتماعي والأسري؛ وذلك لمعرفته التامة وقناعته بأنه أصبح لديه أساليب منوعة بالدفاع عن نفسه.
ومن جانب آخر فإن ممارسة رياضات الدفاع عن النفس تصرف الطاقة الكامنة في الطفل التي كان يخرجها عن طريق أذية إخوانه وأصدقائه وحتى أبويه، وتحرر قوته وتعلمه كيف يستخدمها ومتى، وسيلاحظ الأهل بعد تعلم الطفل لمثل هذه الرياضات أنه أصبح أكثر هدوءاً وأقل مشاغبة في البيت وفي المدرسة.
إن معالجة السلوك العدواني تحتاج إلى ملاحظة حركاته، وتصرفاته وأقواله وموقفه من الناس والأشياء، وعند معاجته نحتاج إلى متابعة ومعرفة تأثره بالعلاج، وعلينا أن نشعره بأننا قريبون منه، نحبه ونعتني به ونقدم له الهدايا كلما عمل عملاً إيجابياً، أو تصرف تصرفاً حسناً.
إن سيرنا في هذه الخطوات سيضمن لنا النتائج الطيبة، وخاصة إذا تعاون ك لأفراد الأسرة في معالجة حبيبهم الصغير.