. توطئة
الإستراتيجية العامة التي تنهجها الوزارة الوصية على قطاع التربية والتكوين وفي مختلف تقاطعاتها مع مشاريع البرنامج الاستعجالي ، تروم الرفع من جودة التحصيل الدراسي لدى التلاميذ ، وتطوير المردودية على مستوى النظام التربوي باعتبارها مرحلة أساسية يتأسس عليها نجاح نظامنا التربوي ، بدءا من مرحلة التعليم الأولي ، فالتعليم الابتدائي .. . وجعل نظام التربية والتكوين يستجيب لحاجيات المتعلمين ،بناء على معطيات ودراسات تتسم بالمصداقية لتقويم مكتسبات التلاميذ وتقويم كفايات في مختلف المواد المدروسة التي من شأنها أن تساهم في الرفع من مستوى المردودية ، وأهمية التقويم في إطار منهجية التكوين المعتمد على التشخيص والدعم لإيجاد الحلول المناسبة والعلاج الناجع .
اعتبار التقويم أداة بيداغوجية،تساهم في تشخيص تحصيل التلاميذ،لتحديد
مواطن القوة ومواطن ا لضعف في التعلمات الأساس،واعتماد النتائج المحصل عليها كأرضية لتمكين كل متعلم من معالجة دقيقة لمواطن الضعف في التعلمات السابقة،لوضع خطط الدعم لتغطية حاجيات كل متعلم،انطلاقا من الفوارق الملاحظة بين نتائج الامتحانات أو نقط المراقبة المستمرة،
باعتبار أن كل متعلم له وثيرة للتعلم ،من هذه المقاربة ينبغي البحث عن وسائل التدخل البيداغوجي الممكن تطبيقها في وسط تربوي،من أجل ضمان معالجة ناجعة،ومسايرة وثيرة التعلم لدى جميع متعلمي الفصل الواحد .
-اعتماد مقاييس بيداغوجية متفق عليها قصد التغلب على الصعوبات والرفع من مستوى التحكم في الكفايات والمعارف والمهارات المستهدفة في العملية التعليمية التعلمية .
- تحقيق الجودة والوقوف على الأهداف الأساسية لتحسين الأداء المهني وانجازات المتعلمين ، ومساعدتهم على تقويم مكتسباتهم .
- لماذا التقويم التشخيصي ؟ :
- إعداد خطة عمل تناسب حاجيات المتعلم من حيث الدعم البيداغوجي عن طريق تحديد وضعية المتعلم (ما هو كائن ) والوضعية المتوخاة ( ما ينبغي أن يكون ) تصف ماينبغي أن يتحقق من تعلمات لدى المتعلم عن طريق جمع المعطيات بواسطة أدوات ملائمة .
- تحليل نتائج الفارق الذي تم رصده ، واتخاذ قرارات تصحيحية وجزائية حسب مواطن الضعف المراد معالجته لتجاوز الصعوبات الدراسية التي تعيق الرفع من المردودية وتحقيق الجودة المطلوبة .
- لماذا التقويم التكويني ؟
- التقويم التكويني يدخل في إطار نظرية بيداغوجية التحكم ،تتأسس على مبادئ أساسية ،مفادهاأن :
- كل التلاميذ قادرون على التعلم.
- لكل تلميذ وثيرة وأسلوب في التعلم .
- لكل مدرس أسلوب للتدريس.
- تحكم المتعلم في كفاية معينة يتجلى في قدرته على الإجابة الصحيحة على أكثر من% 75من الأسئلة المطروحة بالنظر للكفاية المعينة ،وعلى هذا الأساس فان 25 % المتبقية لا ترجع إلى عدم قدرة المتعلم عن الإجابة الصحيحة ،بل قد ترجع إلى الأداة أو ظروف التمرير.
إذا أخذنا هذه المبادئ بعين الاعتبار، آنذاك سنعمل على إرساء نظام التقويم التشخيصي ،وترسيخ نظام التقويم التكويني ،وفق المقاربة الأداتية .
التقويم التكويني ( أو الجزئي أو المرحلي ) يتخلل مراحل الدرس أو الحصة في غضون السنة الدراسية بمجموعة من الإجراءات العملية تروم توجيه تحصيل المتعلم في الاتجاه الصحيح ،بتحديد مواطن القوة لتعزيزها ، و تحديد مواطن الضعف لمعالجتها ،حيث تمكن الأستاذ والتلميذ من تدارك الصعوبات والتعثرات التي تعيق تحقيق الأهداف المتوخاة من العملية التعليمية التعلمية ،عن طريق تصويب الممارسات التربوية وتعديل أنشطة التعلم وفق متطلبات المتعلمين مع إشراكهم في اختيار أنشطة الدعم والتقوية ،والتحقق من مدى تمكن المتعلم من تجاوز التعثرات وتمكنه من امتلاك التعلمات والقدرة على إدماجها .
- قياس مدى تحكم المتعلم عن طريق تأويل نتائج الفارق الذي تم رصده ،واتخاذ قرارات تقديرية حول سيرورة التعلمات ...
- الحرص على أن تكون الممارسات البيداغوجية مبنية على مبدأ التعاقد بين الإدارة التربوية وهيئة التدريس والمتعلمين ومختلف الشركاء الذين لهم صلة بالشأن التربوي ، بغية تفعيل مختلف أساليب التقويم ، والمساهمة في ضمان الجودة ، والارتقاء بالحياة المدرسية التي تستجيب لانتظارات التلاميذ وآباء وأمهات وأوليائهم ،بتقليص نسبة الانقطاع الدراسي والهذر المدرسي ، وتعميم النجاح .
ملحوظة:
تحتل آليات التقويم مكانة جد مهمة في الشأن التربوي ، سواء التقويم المستمر للتلميذ (رصد التعثرات ومعالجتها وإزالة المعيقات التي تحول دون استفادة المتعلم من امتلاك التعلمات ) والحرص على مسايرة وثيرة معظم التلاميذ في التعلم ، باعتبارها وسيلة ناجعة تراعي الفوارق الفردية من حيث التتبع والدعم الآني دون اعتبارها عائقا نحو تحقيق أهداف التحكم في المعارف والمهارات و الكفايات ، وفق وظائف بيداغوجية بغية تطوير جودة التعليم والرفع من مردودية النظام التربوي .