توطئة
تمثل المرحلة السادسة من عمر المتعلم مرحلة هامة ، يلتحق فيها بالمدرسة لينخرط في عالم الكبار، تصاحبه متغيرات لم يكن ليعرفها ويتعايش معها ،حياة جديدة تفرض عليه نمطا بعيدا عن عالمه الطفولي ، حيث كان في أحضان أسرته محط الاهتمام بلا منافس، ليبدأ هذه المرحلة من عمره بجانب أقرانه بتأسيس شخصيته وإعطائه كل العناية والرعاية اللازمتين وتطبيق كثير من القوانين كتنظيم حياته اليومية التي قد تكون قاسية عليه في البداية ،(الاستيقاظ مبكرا الانضباط أثناء تواجده في القسم ،الجلوس لساعات في مقعد ، تحمل المسؤولية ، وأداء الواجبات والأنشطة الصفية ...)فكل الأعمال التي يقوم بها ستصبح عاملا أساسيا في نموه و تكوين شخصيته التي سينشأ عليها والتي ستساهم في تنمية قدرات ومهارات تروم ترسيخ السلوك المدني القويم داخل المدرسة وخارجها ،وتربيته على الانفتاح على الغير والتخلي عن الأنانية ... دون إغفال الدور الطلائعي الذي يلعبه مختلف الفاعلين التربويين ووعيهم بجسامة المسؤولية الملقاة عليهم اتجاه المستهدف من العملية التعليمية التعلمية ، وخاصة هيئة التدريس انطلاقا من الممارسة الميدانية المتمثلة في تفعيل الحياة المدرسية ، وفي خلق مناخ تربوي آمن ومناسب لتربيته وتعليمه ،وتحبيبه فضاء المدرسة ،والمساهمة إيجابا في بناء وتكوين شخصيته انطلاقا من إكسابه القيم والمعارف والمهارات التي تؤهله للاندماج في الحياة العملية والاجتماعية، وفق نهج تربوي نشيط تراعي سن المتعلم ومستواه الإدراكي .
من هذا المنطلق تم ا لتفكير في إيقاعات زمنية تستجيب لمدى قدرة المتعلم خلال السنوات الدراسية الأولى على التحمل والانسجام في الحياة المدرسية بحب وطواعية .
إن الحديث عن الإيقاعات الزمنية وتدبير الزمن المدرسي بسلك التعليم الابتدائي القائم على مراعاة خصوصية المتعلم (ة) سينقلنا إلى :- فحوىالمذكرة الوزاريةزقم :122 . -الموضوع :تدبير الزمن المدرسي بسلك التعليم الابتدائي .
-المرجع :البرنامج الاستعجالي المشروع رقم :E1P12 .
مذكرة رقم : 122 الرباط في : 10 رمضان المعظم 1430
الموافق لـ : 31 غشت 2009
إلى السيدات والسادة :
- المفتشة العامة للشؤون التربوية؛
- المفتش العام للشؤون الإدارية؛
- مديرات ومديري الإدارة المركزية؛
- مديرتي ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين؛
- النائبات والنواب بالعمالات والأقاليم؛
- مديري مؤسسات تكوين الأطر التعليمية؛
- مفتشات ومفتشي التعليم الابتدائي؛
- مديرات ومديري مؤسسات التعليم الابتدائي العمومية والخصوصية؛
- أستاذات وأساتذة التعليم الابتدائي.
الموضوع : تدبيرالزمن المدرسي بسلك التعليمالابتدائي.
المرجـــــع: البرنامج الاستعجالي - المشروع رقم e1p12.
سلام تام بوجود مولانا الإمام المؤيد بالله
وبعد، فانسجاما مع الدراسات العلمية في مجال الزمن المدرسي القائمة على شرطي الوظيفة والمرونة؛ وتماشيا مع الدينامية الجديدة التي ترتكز عليها توجهات البرنامج الاستعجالي الرامية إلى إعطاء نفس جديد للمؤسسة التعليمية والحياة المدرسية، بما يسهم في الارتقاء بالتعلمات وفق مناخ تربوي محفز وشروط تعليمية تعلمية، تراعي حاجات المتعلم(ة) أساسا وتضع مصلحته(ها) فوق كل اعتبار؛
فإنه تقرر ابتداء من الموسم الدراسي 2010/2009 العمل بتدبيرجديد للزمن المدرسي من شأنه أن يقدم إضافة نوعية للأداء المهني لمختلف الفاعلين التربويين في الميدان، وأن يجعل المتعلمات والمتعلمين يربطون علاقة متميزة بالمدرسة الجديدة المنشودة المتسمة بالجاذبية والرحابة والفعالية والمردودية. ويتجلى هذا التدبير الجديد في المستجدات والمرتكزات الأساس التالية :
§ توزيع الغلاف الزمني تبعا للإيقاعات الذهنية اليومية للمتعلمات والمتعلمين؛
§ توزيع الحصص الدراسية بما يراعي تغير الإيقاعات الذهنية تبعا لأيام الأسبوع؛
§ توزيع المواد الدراسية تبعا لعلاقتها بالإيقاعات اليومية؛
§ تمديد الغلاف الزمني الخاص بكل حصة دراسية ليتراوح ما أمكن ذلك بين 40 و50 دقيقة مع مراعاة خصوصية بعض المواد الدراسية؛
§ برمجة أنشطة مندمجة تنجز خارج الحجرات العادية للتدريس.
1. الأهداف
يهدف التدبير الجديد للزمن المدرسي إلى تحقيق جودة التعلمات، من خلال:
§ الملاءمة مع الاستعدادات الجسمية والذهنية للمتعلمات والمتعلمين ومتطلبات الخصوصيات المحلية؛
§ برمجة التعلمات بما يراعي الإيقاعات اليومية والأسبوعية والسنوية وخصوصيات الأنشطة والمواد الدراسية؛
§ جعل الفضاء المدرسي أكثر انفتاحا ومرونة؛
§ توظيف الموارد البشرية والحجرات الدراسية بما يضمن شروط التعلم لكل المتعلمات والمتعلمين.
2. المعايير الضابطة والمؤطرة
تحرص السلطات التربوية الجهوية والإقليمية، في تدبير الزمن المدرسي، على مراعاة المعايير الضابطة والمؤطرة الآتية :
§ جعل مصلحة المتعلم(ة) فوق كل اعتبار؛
§ تغطية الغلاف الزمني الفعلي للدراسة؛
§ إنهاء البرنامج الدراسي الخاص بكل مستوى دراسي؛
§ تحقيق الكفايات الأساس الخاصة بكل مستوى.
3. العمليات و الإجراءات
لبلوغ الأهداف السابقة واحتراما للمعايير الضابطة يتم إعداد استعمالات الزمن باحترام التوجيهات الآتية في:
1.3. برمجة التعلمات الأسبوعية
يحدد التوقيت المدرسي اليومي والأسبوعي من لدن السلطة التربوية الجهوية والإقليمية تبعا لمعايير محددة وواضحة تأخذ بعين الاعتبار ما يلي:
§ برمجة أنشطة تطبيقية في الفترات الأقل حيوية (خلال بداية الأسبوع وعند نهايته)، كأنشطة التربية الفنية والبدنية أو أنشطة الدعم المندمج أو غيرها، وذلك نظرا لأن الأداء الذهني للمتعلمات والمتعلمين يكون ضعيفا في هذه الفترات من الأسبوع؛
§ توفير الظروف المناسبة للمتعلمات والمتعلمين ما بين الفترتين الصباحية والمسائية، خاصة في المناطق التي يبعد فيها موقع المؤسسة عن السكن؛
§ التدبير الملائم للجهد والوقت المبذولين لتنقل المتعلمات والمتعلمين بين البيت والمؤسسة.
2.3. برمجة التعلمات اليومية
وتتم بالاستناد إلى ما يلي :
§ مراعاة مميزات الأداء الذهني للمتعلمات والمتعلمين خلال اليوم بجعل الفترة الصباحية أطول من الفترة المسائية كلما أمكن ذلك؛
§ جعل المدة الزمنية المخصصة لكل حصة دراسية تتراوح، كلما أمكن ذلك بين 40 و 50 دقيقة، مع احترام الغلاف الزمني المخصص لكل مادة؛
§ إعادة النظر في التسلسل البيداغوجي للحصص الدراسية اليومية بما يجعلها متكاملة ومتنوعة ومستندة إلى تسلسل منطقي يساهم في التخفيف من وزن الحقيبة المدرسية؛
§ اعتماد الأنشطة على أشكال عمل متنوعة تيسر التواصل بين مجموعة القسم الكبرى، وضمن مجموعات عمل صغيرة متغيرة، مع تفادي وضعيات الجلوس التقليدية في صفوف وتجنيب المتعلم(ة) قضاء مدة زمنية طويلة في وضعيات وأنشطة متشابهة ورتيبة؛
§ عدم إرهاق المتعلمين والمتعلمات بالأنشطة المدرسية المنزلية؛
§ توفير أكبر عدد ممكن من القاعات بهدف الاشتغال بصيغ استعمال الزمن حسب الأولوية المشار إليها لاحقا، من خلال استصلاح القاعات القابلة لذلك، واستغلال جميع حجرات المؤسسة؛
§ استغلال جميع الفضاءات المتاحة داخل المؤسسة وخارجها؛
§ الاحتفاظ داخل الفصول بالكتب والأدوات المدرسية التي لا يحتاجها المتعلمات والمتعلمون بالبيت؛
§ توعية الأمهات والآباء والأولياء بأهمية الانسجام بين زمن المتعلم(ة) داخل أسرته وبين الزمن المدرسي.
4. إعداد استعمالات الزمن
تعد استعمالات الزمن باعتماد المعطيات المشار إليها سابقا، مع الاستئناس بالنماذج والأمثلة المتضمنة في مرفقات هذه المذكرة، وفق التوجيهات التالية :
§ احترام الغلاف الزمني الأسبوعي للمواد الدراسية مع أخذ المستجدات بعين الاعتبار، خصوصا ما يتعلق منها بإدراج اللغة الأمازيغية في بعض المستويات الدراسية، واعتماد المرونة التي قد يفرضها التغيير الذي لحق الغلاف الزمني للحصص الدراسية، بحيث يمكن نقل مضامين بعض الحصص الدراسية إلى الحصص الموالية؛
§ اعتماد ثلاث صيغ رئيسية لاستعمالات الزمن تبعا لعدد الحجرات المتوفرة بالمدرسة :
ü الصيغة 1 : يسمح عدد الحجرات المتوفرة بتشغيل الأساتذة بمعدل حجرة لكل أستاذ؛
ü الصيغة 2 : يسمح عدد الحجرات المتوفرة بتشغيل الأساتذة بمعدل حجرتين لكل ثلاثة أساتذة؛
ü الصيغة 3 : يسمح عدد الحجرات المتوفرة بتشغيل الأساتذة بمعدل حجرة لأستاذين؛
وتعطى الأولوية في إعداد استعمال الزمن للصيغة 1 ثم الصيغة 2 فالصيغة 3 تبعا لعدد الحجرات المتوفرة بالمدرسة؛
§ يمكن برمجة حصص خارج الحجرات الدراسية المألوفة على أن لا تتجاوز ثلاث ساعات أسبوعيا، وتجتهد كل مؤسسة تعليمية في تفعيل حصص هذه المدة بتحويل جزء من الغلاف الزمني لكل مادة أو وحدة دراسية (10% حوالي)، لينجز في فضاءات أخرى:
ü في إطار دروس مستقلة (نشاط علمي، رياضيات، لغة، تربية إسلامية...) عبر أنشطة عملية جذابة ومحفزة مخالفة للدروس المألوفة؛
ü باقتراح أنشطة مندمجة تعزز تحقيق الكفايات المقررة، كأنشطة المسرح والحكاية التربوية والأناشيد وأنشطة النوادي التعليمية والأنشطة البيئية والحقوقية والأنشطة المرتبطة بالمناسبات الدينية والوطنية والعالمية، وذلك بمساهمة الشركاء والفاعلين؛
§ ينبغي على الإدارة التربوية وهيأة التأطير والمراقبة التربوية أن تشرف بكامل صلاحياتها على مختلف عمليات الإعداد، وأن تصادق فقط على استعمالات الزمن التي تخدم مصلحة المتعلم(ة) وتساهم في التغيير الإيجابي لمردودية المؤسسات التعليمية وفق الاعتبارات المشار إليها أعلاه؛
§ تحرصالسلطات التربوية الجهوية والإقليمية على توجيه وتتبع تدبير الزمن المدرسي، مع ضرورة اتخاذ الترتيبات والاستعدادات المرتبطة بهذا المجال في الوقت الملائم، علما أن إمكانية التحيين والتعديل تظل واردة تبعا لتجدد المعطيات.
ونظرا للأهمية البالغة التي يكتسيها هذا التدبير الجديد للزمن المدرسي في إعادة الاعتبار للمدرسة المغربية بما يستجيب للتطلعات والآمال المعقودة عليها؛ فإنه يتعين على جميع الفاعلين والمسؤولين، كل من موقعه، وبما عهد فيهم من تفان وغيرة على المنظومة التربوية، اتخاذ كافة الإجراءات لتفعيل مقتضيات هذه المذكرة. والســــــــلام.
كتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي
الكاتب العام
يوسف بلقاسمي