تكمن أهمية التعلم في إمكانية توفير مناخ تربوي صحي وملائم يضمن للمتعلم حياة مدرسية مناسبة في فضاء رحب يسمح له بممارسة حقه في التعلم على أن يتحقق ذلك بكل متعة وفائدة .وكونه فاعل أساسي في العملية التعليمية التعلمية (أي المتعلم)،ينبغي أن تحفظ له كرامته من كل أشكال الابتزاز،مع الحرص على تربيته تربية سليمة وتوفير الرعاية اللازمة له وتعليمه وتأهيله ليصبح مواطنا صالحا مساهما في تنمية وطنه.و كونه طفلا صغيرا تمارس عليه أشكالا من العنف انطلاقا من وضعيات لاأخلاقية ولا تربوية وللأسف من أشخاص مسئولين عن حمايته وعن تكوين شخصيته في مؤسسة للتربية والتكوين (المدرسة). وقد أثبتت الدراسات التي تعنى برعاية الطفولة وحقوق الطفل أن نسبة العنف الممارس على الأطفال لازالت في ارتفاع مهول، ويأتي في مقدمتها العنف على الفتيات الخادمات بالدرجة الأولى ثم العنف الممارس على التلاميذ في المدرسة في الدرجة الثانية .وقد أجمعت معظم الأبحاث والدراسات أن استخدام الضرب و الاهانة في تأديب التلاميذ يؤدي إلى خلاف ما تسعى إليه التربية من تنمية شخصية الطفل لتطوير قدراته وتعزيز:(قيم الثقة بالنفس وقيم التفتح و الاحترام )، وتعزيز المواقف الايجابية واستثمار القيم الإنسانية والروحية والمثل العليا لديه. ومن بين الأضرار التي تنجم عن العنف المدرسي :نفور التلاميذ من المدرسة وتكرار غيابهم عنها، وفي بعض الأحيان قد يؤدي ذلك إلى انقطاعهم بصفة نهائية عن الدراسة(الهدر المدرسي).كما أن العنف الممارس على التلميذ تنتج عنه أضرار بالغة على نفسية المتعلم لأنه يزرع في نفسه الخوف والقلق ويحد من روح المبادرة لديه ويفقده الثقة بنفسه ،وقد يدفع به إلى الانطواء . ولعل من أهم الآثار السلبية التي تنجم عن ضرب الأطفال وإيذائهم من قبل أساتذتهم انتشار العنف في المجتمع وانتقال ثقافة العنف من جيل لآخر،فيعمد التلميذ إلى تقليد أستاذه بممارسة العنف على زملائه ،ويلجأ إلى الضرب والإيذاء والعنف الجسدي والنفسي في تعامله مع أي مشكلة تواجهه سواء في المدرسة أو الشارع أو البيت.و لربما قد يتطور الأمر في مراحل متأخرة من الدراسة يلجأ فيها التلميذ إلى ممارسة العنف ضد أساتذته،لأن الإحساس بالظلم و الحيف يجعله يقتنص الفرصة لإيقاع الأذى بالآخرين قد يكون ضحيتها زميل في الدراسة أو ابن الجيران في الحي أو أستاذ مادة معينة أو مدير المؤسسة ...ومن هذا المنطلق ينبغي على الأستاذ أن يراجع نفسه قبل ممارسة العنف سواء كان ماديا(العقاب البدني) أو معنويا(السب والشتم )حفاظا على سلامة التلميذ من الآثار السلبية التي قد تنتج عنه ، ولا يخفى على الجميع العواقب الوخيمة التي قد يقع فيها الأستاذ في حالة المتابعة القانونية والواقع خير شاهد على ذلك .فقد آن الأوان للحد من هذه الظاهرة التي تنعكس سلبا على التلميذ والأستاذ.
من انجاز خديجة محسن