جمعية مدرسة النجاح في حاجة الى ترتيب
تأسست جمعيات دعم مدرسة النجاح بجميع مؤسسات التعليم العمومي مباشرة بعد صدور المذكرة الوزارية رقم 73 بتاريخ 20 ماي 2009 مع ضخ ميزانية ضخمة لتمويل المشاريع المرتقبة ،الهدف الرئيس منها هو الرفع من جودة التربية والتكوين في إطار مشروع لكل مؤسسة على حدة تهم مختلف الإبداعات التربوية من شأنها الارتقاء بجودة التعليم، ،فالجمعية وإن كانت تضم جميع مجالس المؤسسة وممثل عن جمعية آباء وأولياء التلاميذ وأعضاء منتخبون وفاعلون جمعويون فلا تأثير لها بحكم القانون الذي يعتبر مدير المؤسسة هو الرئيس الفعلي دون انتخابه من طرف القاعدة (رجال ونساء التعليم) ما يطرح إشكالات الديمقراطية والشفافية والكفاءة في تدبير الشأن الذي خلقت من أجله أساسا فالرئيس الذي يعاني نقصا مهولا على مستوى التكوين في مجال المالية والتواصل والتدبير و الخوف من ارتكابه لخطأ قد يعد بطبيعة الحال خطأ مهنيا يؤدي به إلى العزل، يجبره على اختزال جميع أدوار الجمعية وأعضائها في شخصه أوتجميدها إلى حين .أما السادة الأساتذة أعضاء مجلس التدبير فيجدون أنفسهم داخل نفس مكتب الجمعية معينون وليسوا منتخبون إما أمام ضعف التجربة الجمعوية أو تقليص هامش التحرك بحرية فيما يخدم المؤسسة التربوية.
وقد أظهرت جمعية النجاح فشلها في تقديم مشروع تربوي لامتصاص الدعم المالي المخصص لها جزئيا أو كليا ، فذهب البعض ليقوم مقام الدولة في البناء والتشييد كبناء قسم للتدريس أو تسييج المدرسة بسور من الإسمنت، أو تقديم فكرة دون مراعاة جوانب إقناع الآخر بالأهداف والمرامي والتكلفة والمراحل التي يجب قطعها لإنجاز المشروع والأطراف المشاركة وغير ذلك ،فانتهت جل ماسمي بالمشاريع إلى الرفض من طرف الأكاديميات .
ويبدو أن السادة المديرين خضعوا لتكوين في عدة مجالات تدبيرية وتواصلية وغيرها خلال السنة الجارية قد تؤدي مستقبلا إلى الارتقاء ميدانيا وعمليا بالجمعية لكن يبقى السؤال المطروح هل سيوفقون في إنجاز برنامج قابل للتنفيذ بالسرعة المطلوبة أومراسلة المسؤولين داخل دواليب النيابة والأكاديمية وانتظار أياما من أجل الموافقة ؟ وهل هؤلاء الشركاء لهم من الوعي الكافي للالتفاف حول المدرسة العمومية وإنقاذها من الاندثار؟ والظاهر أن حضورهم بالمؤسسات يعتبر إلى حد الآن شكليا بحكم الواقع المعاش بالرغم من الدعاية التي قامت بها الوزارة المعنية في مختلف وسائل الإعلام.
لكن لا بد أن نشير أن كل الجمعيات المتحكم فيها أساسا ،هي جموعاتها العامة بدء بانتخاب جميع أعضائها انتخابا حرا نزيها وكشف حساباتها أمام الجميع وقراءة منجزاتها من خلال تقريرها الأدبي أمام كل المنتمين للجمعية. قد لا نستبق الأحداث بالرغم من البداية التي تعتبر متعثرة بكل المقاييس . فالفكرة ،إنشاء جمعية تهتم بشؤون المؤسسة أي تقريب القرار من التنفيذ هي فكرة نبيلة وإنجاز خرج من صلب البرنامج ألاستعجالي ،لكن أمامه مسار طويل للوصول إلى المبتغى انقادا للمدرسة العمومية.