نظم المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين بآسفي بشراكة مع جمعية مدرسي و مدرسات التعليم الابتدائي يوم 5 يناير2013، لقاءاً تربويا تحت عنوان : “ماذا بعد بيداغوجيا الإدماج ؟” وذلك بتأطير من الأستاذ الباحث في علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط ومدير المعهد المتوسطي للبحث والتطويرIMED السيد محمد الدريج والذي اقترح نموذجا تربويا أصيلا بإمكانه أن يمنح نفساً جديداً للمنهاج التعليمي ببلادنا أسماه نموذج ”التدريس بالملكات“ أو “بيداغوجيا الملكات”، حيث اعتبره نموذجاً يرمي إلى المساهمة في الإصلاح البيداغوجي لنظام التعليم وجعله قادرا على مواجهة مختلف الصعوبات والتحديات خاصة على المستوى المنهاجي التربوي بالإضافة إلى توظيف مفاهيم وأدوات تدريسية متجددة مما سيشجع المنظومة التربوية على التفاعل بين الموروث الثقافي والتطورات والكشوف التربوية المعاصرة في تصور شامل للإصلاح بعيدا عن النقل والتقليد وتفعيلا لشخصيتنا المغربية الأصيلة والمبدعة .
كما وضح الأستاذ الدريج أن مكونات وخصائص “بيداغوجيا الملكات” تتمثل أساسا في توظيف الملكات وتأصيل النشاط التربوي، بالموازاة مع الاستجابة للحاجيات الحقيقية للمتعلمين ورفض الصياغات الإجرائية – السلوكية للنشاط التعليمي، كما أنه يعتمد على النظرة الشمولية للمنهاج و مبدأ الاندماج في التربية والتكوين؛ تبقى أسس وتوجهات عامة ، تحتاج بطبيعة الحال ، إلى برامج تطبيقية لأرجأتها وتفعيلها داخل الأقسام والمدارس.
و أكد في الختام على أن عملية توظيف التراث التي من المفروض أن تجرى اليوم في العالم العربي والإسلامي على نطاق واسع في الكثير من المجالات، ستكون من أهم عوامل النهضة واليقظة والانعتاق وإعادة بناء فكرنا وثقافتنا وتنمية مجتمعاتنا، حتى تساير الركب وتساهم بفعالية في البناء الحضاري العالمي؛ حيث اعتبر أن توظيف التراث هوالخلفية النظرية للنموذج مستشهدا بمنظور “تجديد التراث” ‘paradigme’ ، وهو المنظور الذي بلوره أستاذنا الكبير محمد عابد الجابري في اجتهاداته المتميزة التي أوضح من خلالها أن العودة للتراث لها دور وظيفي مهم وحاسم ، يتمثل في الارتكاز على التراث المجيد لنقد الحاضر البائس وتأسيس المستقبل. وأضاف الاستاذ الجريج أن إحياء التراث التربوي وتوظيفه وتأصيل المناهج والنماذج والممارسات البيداغوجية بروح نقدية ومنفتحة، لا بد أن يتجه اتجاها ايجابيا سليما في قراءة التراث واستلهامه، اتجاهاً يرتبط ارتباطا عضويا بخصوصياتنا وحاجياتنا الحقيقية ويستلهم تراثنا الأصيل ويستصفي حصيلته الغنية، من أعمال الفقهاء والاجتماعيين والمؤرخين والرحالة والفلاسفة والعقائديين والمربين الذين حفلت بهم أمتنا وافتخرت. لكنه اتجاه بمقدار ما يسعى إلى التأصيل ، بمقدار ما يعمل على التجديد والانفتاح على نتائج البحث العلمي و كشوفات التكنولوجيا الحديثة بل يعمل بالأساس على المساهمة الفعلية في الإنتاج والتنظير و الإبداع العلمي والتكنولوجي
منقول