موضوع المشاركة:
المنهاج الدراسي و حاجات الطفل
يـــــــــوم: 11 - 10 - 11 | القـراءات: 1003
المنهاج الدراسي وحاجات الطفل.
الحاجة -le besoin - عبارة عن حالة نفسية فسيولوجية يحس خلالها الشخص بنقص . وهذه الحالة تعمل كإشارة خطر تدعو الشخص إلى القيام بعمل ضروري لتلافي هذا النقص والقضاء على التوتر المصاحب له . إن الكائن الحي عبارة عن عضوية فعالة يتطلب إحساسها بالتوازن ، القيام المستمر بإشباع حاجاته للحصول على هذا التوازن .
وباعتبار الطفل محور العملية التعليمية وهدفها الأكبر، فإن المنهاج الدراسي ينبغي أن يشبع حاجات أطفالنا . ومن أبرز هذه الحاجات نذكر مايلي :
× الحاجة إلى الحب والأمن .
× الحاجة إلى معلومات وتجارب جديدة .
×الحاجة إلى اللعب .
× الحاجة إلى المدح والتقدير .
× الحاجة إلى تحمل المسؤولية .
تلك بعض الأمثلة عن الحاجات التي يتطلبها نمو شخصية الطفل وتفتحها ، و إشباع هذه الحاجات يشكل أو يعادل وضع الأعمدة الأساسية لهذا البناء على أسس متينة ، وبدون توفر هذه الأسس ، يظل هذا البناء هشا ولا يستجيب بالقوة والصمود لأقل العواصف والهزات التي تعتبر من ملامح هذا العصر المتغير والمستمر في الإضطراب وعدم التوازن
إن تخطيط المنهاج الدراسي ووضعه يقتضي قبل كل شيء استحضار الطفل خلال هذا التخطيط ، لاستيحاء المنهاج من حاجاته الأساسية ما دام الطفل هو محور العملية التعليمية وقطبها الأساسي ، وبهذا نضمن وجود دافعية قوية لدى المتعلم للبحث عن المدرسة ، وليس المدرسة هي التي تبحث عنه كما هو الحال اليوم .
إن الحقائق التي أصبحت اليوم جد مؤكدة، من الوجهة العلمية، وجود علاقة بين محتوى تنمية شخصية المتعلم والمنهاج المعتمد في هذه التنمية، فالشخصية تنمو من خلال فعالية المتعلم ونشاطه وذلك عن طريق المواجهة النشطة للبيئة.
والمشكلة الرئيسية التي تواجه تلامذة اليوم هي مدى مشاركتهم في المنهاج ، ومدى مراعاة هذا المنهاج لحاجاتهم ومتطلباتهم،وبالتالي مدى جدوى المنهاج الذي يتلقونه.ومن هنا أدعو إلى إجراء دراسات وأبحاث ميدانية دقيقة لهذا النوع من التعليم،لأننا ما زلنا نجهل الكثير عن قضايا المتعلم والمدرس حتى نستطيع تشخيص مختلف الجوانب المعيقة لتطوره . وبدون هذه البحوث والدراسات نظل باستمرار نكرس تلك الأخطاء ونعيد إنتاجها.
من مجلة علوم التربية
(ع 5 أكتوبر1993)
تقييم:
