في خروج غير متوقع أمام نواب الأمة يوم الثلاثاء 25 شتنبر 2012 بمجلس النواب، قال وزير التربية الوطنية محمد الوفا إنه لا يوجد حاليا أي بديل لإصلاح منظومة التربية في المغرب.
تصريح الوفا جاء خلال حديث له في لجنة التعليم والثقافة والاتصال، خلال استكمال المناقشة حول التقييم الأولي للبرنامج الاستعجالي وتقديم عرض حول الدخول المدرسي 2012-2013، ردا على مطالب بعض النواب بإجراء حوار وطني حول المنظومة التعليمية، ومناظرة وطنية، والتي ربطها الوفا بضرورة وجود بديل عوض الوصف الذي يتفق الجميع اليوم على أن هناك ثغرات في المنظومة.وأضاف وزير التربية الوطنية، في ذات الإتجاه أنه لا يمكن إصلاح التعليم في المغرب، إذا لم يتم إصلاح المنظومة التربوية، والتي تعيش أزمة بنيوية، حسب الوفا الذي أضاف أن هذه الإختلالات ليست وليدة ما قبل تطبيق البرنامج الإستعجالي بقدر ما هي نتيجة لتراكمات منذ استقلال المغرب.
وعن أسباب التقييم التي قامت بها مصالح الوزارة، قال الوزير الوفا إن تولي الحكومة المسؤولية كان لزاما عليها تقييم هذه المصلحة كما جميع مصالح الدولة الحيوية، مشيرا في هذا الاتجاه إلى وجود نقاش عام حول البرنامج في المجتمع وهو ما يقضي إيجاد أجوبة على كل هذا، لكن الوزير أشار في سياق حديثه عن انتقادات بعض رجال التعليم حول استعمال الزمن الجديد الذي اعتمده مع الدخول المدرسي الحالي، أنه إذا كان المغرب غير قادر على توفير القاعات الدراسية والعمل بالتوقيت العالمي في هذا المجال فإننا فشلنا بالفعل.
الوفا وفي رسائل واضحة إلى موظفي إدارته، قال إن الإدارة هي في الأصل لتنفيذ أهداف الحكومة، مشيرا أنه في حال اعتراضها فإنه لن يتوانى في اتخاذ الإجراءات في حق المخالفين، مشددا في هذا السياق أن أي مسؤول لم يشتغل وفقا للأهداف التي وضعتها الوزارة فإن مصيره سيكون هو إعادته إلى وظيفته الأصلية.
وزير التربية الوطنية كشف أمام نواب الأمة، أن مشروع المجلس الأعلى للتعليم أصبح جاهزا، مؤكدا أنه تهيئة من طرف ثلاث وزارات هي التربية الوطنية والتعليم العالي، ووزارة التشغيل، لكنه شدد على ضرورة أن تكون تركيبته عاكسة لجميع المقاربات، وليس السياسية فقط على اعتبار أن المنظومة التربوية ليس شأنا حكوميا بقدر ما هو شأن الدولة بكل مكوناتها، مؤكدا أنه كان يمني النفس أن يدشن به الدخول المدرسي لكن بسبب تعقيدات التركيبة لم يتأتى ذلك.هذا وأكد الوفا بخصوص تعاطي المغرب مع تقارير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، يونسكو رفضه إستقبال أي وفد لهذه المنظمة الدولية، إذا لم يقدموا اعتذارا للمغرب على ما قدموه من أرقام حول المنظومة التعليمية في المغرب تعود لسنة 2009 على أنها أرقام لسنة 2011.من جهة ثانية أكد الوزير أن الدولة المغربية لا يمكنها تحمل التعليم الأولي، على اعتبار أنه يوجد في المغرب اليوم حوالي مليون و600 ألف طفل بين سنتي 4-6، ويحتاج لحوالي 15 ألف مربية بمعدل 30 طفلا في القسم.
الوفا قال في موضوع آخر إنه قرر وقف بيداغوجية الإدماج، مشيرا أنه لا يمكن فرض نموذج واحد في البيداغوجية على جميع تلاميذ المغرب، لأن ذلك أحد مناهج الأنظمة الشمولية والتي تراجعت عنه عدة دول منذ 80 سنة.