استفحلت الظاهرة في جل المناطق ،فلا يكاد يمر يوم واحد دون أن نسمع أو نقرأ عن حوادث يسقط ضحيتها مدرسين أو مدرسات في عقر مؤسساتهم أو وهم يتوجهون أو يعودون من مقرات عملهم ،فالمدرسات في عالم الأرياف وهن الأكثر عرضة للمضايقات تسجل حوادث قد تذهل المتتبع للشأن التعليمي : عنف أو محاولة اغتصاب أو اعتراض السبيل من أجل السلب والنهب في ظل ضعف الأمن وعدم وجود صيغ تضمن الحماية لهن من المتربصين بهن ،ولم تعد لهن القدرة على التحرك بمفرهن في الدواوير أو القرى التي يشتغلن فيها وأصبحن لا يغادرن مقرات عملهن إلا رفقة مجموعة من تلاميذهن.
فالعنف طال أيضا مؤسسات تعليمية فتم تخريبها وسرقة محتوياتها والعبث بها ،أما جدرانها فيكتب عليها كل أشكال السب والشتم ،والإشارات لرسومات لا أخلاقية أ و ألفاظ جنسية، ولم يعد المجتمع بكامله قادر على حماية المدرسة العمومية وتبخرت كل القيم النبيلة التي تدرس خارج سياقاتها المعهودة :التعلم في الصغر كالنقش على الحجر" العلم نور والجهل عار" الرحمة لمن علمني" من علمني حرفا صرت له عبدا"...بل كل هذا تغير فجأة ليصبح عناوين في إعلامنا تزرع الخوف والرعب :" نقابات تطالب بالأمن للمدرسين"،"أقدم "تلميذ"على كسر ذراع أستاذه داخل قاعة الدرس"،"اعتداء على ثلاث معلمات" "أحد الأعيان يمطر المدرسين والمدرسات بوابل من الشتم".هل انتهى دور المدرسة ؟أم ماتت كل القيم؟
محمد بوبلاح/ المشرف