المؤسسات التعليمية بالمغرب

Bellahcene Ahmed

أخبار التربية والتعليم

معلومات Bellahcene Ahmed

الاسم: Bellahcene Ahmed
المؤسسة: مجموعة مدارس 20 غشت
المهمة: Directeur
مسجل منذ: 2011-05-19
آخر تواجد: 2011-07-29 الساعة 00:46:47
مجموع النقط: 5.5

إعلانات

موضوع المشاركة:
العنف المدرسي بين الامس واليوم
يـــــــــوم: 11 - 10 - 11 | القـراءات: 665


في الخمسينيـات والستينيـات من القـرن المـاضي كـانت مسـألة العنـف في المـؤسسات المـدرسية تطـرح بحـدة كبيـرة. وقد كـانت هـذه الظـاهرة شـائعة ومتفشيـة. فكـان المـدرس

يعنـف بتـلاميذه ويعـاملهم بقسـوة ويكـون ذلك منـه أمـرا يكـاد يكـون عـاديـا. فلم يكـن أحـد ينـدد بـه أو يعتبـره فعـلا منكـرا أو مـذمومـا. بـل إن أوليـاء التـلاميذ أنفسهـم كـانوا يحـضون المـدرسين على الاستعمـال المفـرط للخشـونة والضـرب.

إلا أنـه مع حـلول فتـرة السبعينيـات، شـرع في مسلسـل معـاكـس تمـامـا، حيث أصبـح كـل فعـل أو تصـرف عنيـف في الـدراسة منـافيـا للقـواعد المعمـول بهـا في الميـدان التـربوي، بل وصـدرت تعليمـات تـحث على الليـن وتـوصي بعـدم استخـدام أي وسيلـة من وسـائل الضغـط وسـوء المعـاملة.

وجـدير بالـذكر أن هـذا كـان دأب النـاس في أغلـب بـاقي دول المعمـور. فقد صـار الجميـع ينظـر إلى المتعلـم، عن حـق، ككـائن له حقـوق أسـاسية وله شخصيـة وشعـور، ولا بد من أخـذ ذلك بعيـن الاعتبـار، واتخـاذ الأسـاليب البيداغـوجية الحـديثة والمعـاملة الطيبـة في مجـال التـربية والتعليـم.

غيـر أنه لا بـد من الإقـرار بأنه على الـرغم من الجـوانب الإيجـابية التي لا مـراء فيهـا لهـذا الأسلـوب الجـديد، فـإن الطـريقة المتبعـة في تطبيـق ذلك اتسمـت بالتسـاهل المفـرط والتسـامح المتجـاوز للحـدود، ممـا أسفـر عنـه نـوع من التسيـب والتفسـخ والتمييـع في ميـدان الانضبـاط واحتـرام قـواعد الـدراسة وحـرمة المـؤسسـات والقـائمين عليهـا.

وقـد كـان من شـأن ذلك أن أدى إلى الوضعيـة الراهنـة التي تتميـز بشـيء من الفـوضى، بل بانعـدام الأمـن وانتشـار ظـاهرة العنـف من طـرف التـلاميذ وذويهـم ضـد رجـال التعليـم والإدارة. وهي وضعيـة لعمـري جـد خطيـرة ومضـرة بالسيـر العـادي للعمليـة التـربوية، وذلك مع تكـرار حـالات الاعتـداء والعنـف سـواء داخـل أو خـارج المـؤسسـات التعليميـة. وممـا زاد المسـألة استشـراء وسـوءاً هـو اللامبـالاة التي عـادة مـا تقـابل بهـا وعـدم اتخـاذ التـدابيـر اللازمـة للقضـاء عليهـا أو تطـويقهـا.

فكيـف يـا تـرى، في ظـل هـذه الـظروف الغيـر المـلائمة تمـامـا، يمكننـا أن نطـالب رجـل التعليـم بالقيـام بمهـامه في المستـوى المطلـوب ؟

وإذا مـا أضفنـا إلى ذلك عـامل الاكتظـاظ الـذي تعـرفه الأقسـام، والتفـاوت الكبيـر في مستويـات التـلاميـذ، فإننـا نفهـم مـدى تدهـور حـالته المعنـوية وضعـف استعـداده للعمـل بكـل إمكـانيـاته وطـاقـاته. فنحـن إذن أبعـد مـا نكـون عن صـورة المعلـم كمـا خلدهـا الشـاعر الكبيـر أحمـد شـوقي الذي جعلـه جـديرا بالتبجيـل وبـوأه أسـمى الـدرجـات.

وهكـذا، يبـدو من المستعجـل والضـروري أن يقـوم المسئولون عن قـطاع التـربية والتعليـم بالتـدخل بكـل حـزم وعـزم من أجـل وضـع حـد لتـدهور الوضعيـة الحـالية التي، إن استمـرت، فستصبـح عمـا قـريب مستعصيـة إن لم تكـن مستحيلـة الحـل.
_______


تقييم:

0

0

مشاركة رابط الصفحة:


التعليق على الموضوع عبر فيس بوك:

التعليق على الموضوع في الموقع:
...........................................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

المهنة أو المهمة:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة

فكرة وتصميم وبرمجة الموقع: أحمد زربوحي
للتواصل: e-mail: etenma@gmail.com