يـوجد نظـامنا التعليمي في حـالة من الإعيـاء والسقـم، ولم تفـده في شيء كـل المبـادرات التي اتخـذت عبـر السنيـن المـاضية.
ذلك بـأن المشـاكل قد تراكمـت، وبـاءت كل التجـارب المتتـالية بالفشـل الذريـع.
منذ حوالي عشـرة أعـوام، انكبـت لجنـة وطنيـة عليـا على مسـألة التعليـم وأنجـزت ما سمـي ً بالميثـاق الـوطني للتـربية والتكـوين ً. والحـق أن أشغـال هذه اللجنـة تمخضـت عن تشخيـص سليـم للأزمـة وأسفـرت نتـائجها عن مقتـرحات إيجـابية ومهمـة.
بيـد أن العلـة كـانت قد استشـرت واستفحـلت، كما أن المثبطـات قد تفـاقمت وتعـددت، بالإضـافة إلى ضعـف الإرادة السيـاسية، كل ذلك جعـل عمليـة تطبيـق تلك الإجـراءات مستعصيـة بل وغيـر قـابلة للخـروج إلى حيـز الوجـود.
لقد مضـى زمن طـويل تكـدست فيه المشـاكل وتـوالت الإجـراءات والمبادرات الجـزافية بل والمتنـاقضة أحيـانا.
إن إشكـالية اللغـة لم يتم بعـد التطـرق إليها ومعـالجتها بجـدية وفعـالية. لقد تمـت في المـاضي حلـول ارتجـالية بـوشرت تحت تـأثير اعتبـارات ظـرفية أو سيـاسوية. وهكـذا، فـإن مسلسل التعـريب، الذي شـرع فيه منذ عدة سنـوات، خلـف آثـارا غير محمـودة. فتـدريس المـواد العلميـة بالعـربية إلى حـدود البـاكـالوريا فترض على أبنـائنا عيـوجد نظـامنا التعليمي في حـالة من الإعيـاء والسقـم، ولم تفـده في شيء كـل المبـادرات التي اتخـذت عبـر السنيـن المـاضية.
ذلك بـأن المشـاكل قد تراكمـت، وبـاءت كل التجـارب المتتـالية بالفشـل الذريـع.
منذ حوالي عشـرة أعـوام، انكبـت لجنـة وطنيـة عليـا على مسـألة التعليـم وأنجـزت ما سمـي ً بالميثـاق الـوطني للتـربية والتكـوين ً. والحـق أن أشغـال هذه اللجنـة تمخضـت عن تشخيـص سليـم للأزمـة وأسفـرت نتـائجها عن مقتـرحات إيجـابية ومهمـة.
بيـد أن العلـة كـانت قد استشـرت واستفحـلت، كما أن المثبطـات قد تفـاقمت وتعـددت، بالإضـافة إلى ضعـف الإرادة السيـاسية، كل ذلك جعـل عمليـة تطبيـق تلك الإجـراءات مستعصيـة بل وغيـر قـابلة للخـروج إلى حيـز الوجـود.
لقد مضـى زمن طـويل تكـدست فيه المشـاكل وتـوالت الإجـراءات والمبادرات الجـزافية بل والمتنـاقضة أحيـانا.
إن إشكـالية اللغـة لم يتم بعـد التطـرق إليها ومعـالجتها بجـدية وفعـالية. لقد تمـت في المـاضي حلـول ارتجـالية بـوشرت تحت تـأثير اعتبـارات ظـرفية أو سيـاسوية. وهكـذا، فـإن مسلسل التعـريب، الذي شـرع فيه منذ عدة سنـوات، خلـف آثـارا غير محمـودة. فتـدريس المـواد العلميـة بالعـربية إلى حـدود البـاكـالوريا فترض على أبنـائنا عقبـات جمـة حين انتقلـوا إلى التعليـم العـالي حيث تستعمـل اللغـة الفـرنسية. وقد كان ذلك من شـأنه أن عقـد الأمـور على الطلبـة وقلـص بشكـل كبيـر قـدراتهم على الفهـم والهضـم والتحصيـل.
ثـم إن الأسـاليب المتحجـرة التي مـا زالت تـلقن بهـا اللغـة العـربية لم تثمـر إلا عن نتـائج كـارثية. فانخفـض لذلك المستـوى العـام وصـار المتعلمـون في حيـرة من أمـرهم. فهـم لا يتقنـون لا العـربية ولا الفـرنسيـة. وممـا زاد الطيـن بـلـة أن التلميـذ مدعـو في الثـانوي إلى تعلـم لغـة ثـالثة (الإنجليزية، الألمـانية، الإسبـانية أو الإيطـالية).
وأمـام هـذه الوضعيـة، فـإن الأسـر تضطـر إلى اللجـوء إلى القطـاع الخـاص الذي يفتـرض أنه أكثـر نجـاعة وإنتـاجية. غيـر أن الاعتبارات التجـارية، والنقـص في مستـوى التـأطير كل ذلك ليس من شـأنه أن يعطـي النتـائج المـرجوة.
وتعـل ذلك مـا يفسـر الوفـرة المتـزايدة في مجـال المـؤسسـات التي تقـدم دروس الدعـم اللغـوي. وغني عن الذكـر أن عـامل الحـرص على الربـح والطـرق المتبعـة لا يمكنهـا أن تنتـج النفـع المطـلوب. نـاهيك عن التكـاليف المـادية المـرهقة التي تثقـل كـاهل الأسـر من جـراء الإقبـال على القطـاع الخـاص بصفـة عـامة.
كـل ذلك خليـق بـان يبـرز إلى الوجـود منـاخـا لا يسـاعد إطـلاقـا على الـرفع من مستـوى تلقيـن اللغـات.
ونتيجـة لذلك فـإن الخـلاصة العـامة هي مـا نشـاهده من تدهـور مطـرد وعـام لجـودة التعليـم في هذا المجـال، حتى صـرنا نجـد متخـرجين من مستويـات عـالية لا يتقنـون الكتـابة بـأية لغـة. بـل الأدهـى أن بعـض العـامليـن في قطـاع التـدريس لا يحسنـون التعبير ولا الكتـابة باللغـة التي يدرسـون بهـا.
:مـا أننـا لا بـد أن نشيـر إلى عـامل مهـم في عمليـة التحكـم في نـاصيـة أية اللغـة، ألا وهي القـراءة. ومعلـوم أن هذا مشكـل كبيـر في مجتمعنـا الذي لم يعـد يقـرأ إلا الجـرائد أو بعـض المجـلات، مستعيضـا عن ذلك بالإقبـال على الشبكـة العنكبـوتية التي يستخدمهـا دون تدبـر ولا تـأن ولا تأمـل يذكـر.
قبـات جمـة حين انتقلـوا إلى التعليـم العـالي حيث تستعمـل اللغـة الفـرنسية. وقد كان ذلك من شـأنه أن عقـد الأمـور على الطلبـة وقلـص بشكـل كبيـر قـدراتهم على الفهـم والهضـم والتحصيـل.
ثـم إن الأسـاليب المتحجـرة التي مـا زالت تـلقن بهـا اللغـة العـربية لم تثمـر إلا عن نتـائج كـارثية. فانخفـض لذلك المستـوى العـام وصـار المتعلمـون في حيـرة من أمـرهم. فهـم لا يتقنـون لا العـربية ولا الفـرنسيـة. وممـا زاد الطيـن بـلـة أن التلميـذ مدعـو في الثـانوي إلى تعلـم لغـة ثـالثة (الإنجليزية، الألمـانية، الإسبـانية أو الإيطـالية).
وأمـام هـذه الوضعيـة، فـإن الأسـر تضطـر إلى اللجـوء إلى القطـاع الخـاص الذي يفتـرض أنه أكثـر نجـاعة وإنتـاجية. غيـر أن الاعتبارات التجـارية، والنقـص في مستـوى التـأطير كل ذلك ليس من شـأنه أن يعطـي النتـائج المـرجوة.
وتعـل ذلك مـا يفسـر الوفـرة المتـزايدة في مجـال المـؤسسـات التي تقـدم دروس الدعـم اللغـوي. وغني عن الذكـر أن عـامل الحـرص على الربـح والطـرق المتبعـة لا يمكنهـا أن تنتـج النفـع المطـلوب. نـاهيك عن التكـاليف المـادية المـرهقة التي تثقـل كـاهل الأسـر من جـراء الإقبـال على القطـاع الخـاص بصفـة عـامة.
كـل ذلك خليـق بـان يبـرز إلى الوجـود منـاخـا لا يسـاعد إطـلاقـا على الـرفع من مستـوى تلقيـن اللغـات.
ونتيجـة لذلك فـإن الخـلاصة العـامة هي مـا نشـاهده من تدهـور مطـرد وعـام لجـودة التعليـم في هذا المجـال، حتى صـرنا نجـد متخـرجين من مستويـات عـالية لا يتقنـون الكتـابة بـأية لغـة. بـل الأدهـى أن بعـض العـامليـن في قطـاع التـدريس لا يحسنـون التعبير ولا الكتـابة باللغـة التي يدرسـون بهـا.
:مـا أننـا لا بـد أن نشيـر إلى عـامل مهـم في عمليـة التحكـم في نـاصيـة أية اللغـة، ألا وهي القـراءة. ومعلـوم أن هذا مشكـل كبيـر في مجتمعنـا الذي لم يعـد يقـرأ إلا الجـرائد أو بعـض المجـلات، مستعيضـا عن ذلك بالإقبـال على الشبكـة العنكبـوتية التي يستخدمهـا دون تدبـر ولا تـأن ولا تأمـل يذكـر.