ما المقصود ببيداغوجيا الإدماج ؟
ما معنى الإدماج ؟
الإدماج معناه إقامة علاقات بين التعلمات بهدف التوصل إلى حل وضعيات مركبة، وذلك من خلال تعبئة المعارف والمهارات المكتسبة.
ولتدريب التلاميذ على الإدماج، نقدم لهم وضعيات مركبة تسمى «وضعيات الإدماج »، ونطلب منهم إيجاد حل لها.
فالإدماج هو جعل التلاميذ يحلون وضعيات مركبة جديدة بأنفسهم.وهو عكس المراجعة التي هي إعادة للدروس التي سبق التطرق لها، ويكون المدرس خلالها هو العنصر الفاعل.
ماذا تستهدف بيداغوجيا الإدماج؟
- ماهي شروط الإدماح ؟
- لا يحدث الإدماج إلا بعد اكتساب تعلمات مختلفة (معارف و مهارات ومواقف...)
- لا يحدث الإدماج إلا من خلال وضعية مركبة جديدة, تستدعي من المتعلم إيجاد حل لها.
وعليه أن يبدأ بالبحث، ضمن مكتسباته، عن المعارف والمهارات التي يجب تعبئتها لحل هذه الوضعية.
فالإدماج إذن هو أكثر من مجرد تطبيق أو تمرين.
فالإدماج هوعملية داخلية و شخصية, فلا أحد يمكن أن يقوم به مقام الآخر.
- من يقوم بالإدماج؟
إن المتعلم هو الذي يمارس الإدماج لمصلحته. و إذا كان المدرس يقترح على تلاميذه إنجاز تمارين تطبيقية وتلخيصات والقيام بمراجعات، فبإمكانه أيضا أن يقترح عليهم وضعيات مركبة، ولكنه في هذه الحالة ليس معنيا بالإدماج، بل المعني بذلك هو التلميذ.
- ما الفائدة من الإدماج؟
إذا لم يتعلم التلميذ دمج موارده ومكتسباته, لن يذهب إلى ما هو أبعد, وسينحصر تعلمه في استظهار المعارف أو إنجاز التمارين المدرسية، ولن يكون قادرا على مواجهة وضعيات جديدة في حياته اليومية والدراسية.
- هل ندرب التلاميذ على الإدماج, أم أنه ممارسة عفوية؟
بعض المتعلمين لديهم القدرة على الإدماج، فبعد اكتسابهم للقواعد النحوية والصرفية والمفردات الجديدة، يستطيعون توظيفها لإنتاج نص ما بالاعتماد على أنفسهم. ولكن أغلبية التلاميذ، وخاصة المتعثرين منهم، لا يدمجون مكتسباتهم بشكل عفوي، ولن يصبحوا قادرين على الإدماج إلا إذا تدربوا عليه في المدرسة.
إن بيداغوجيا الإدماج تحرص على تفادي تغليب الكم على الكيف؛ فالأهم هو أن ينمي المتعلم كفاياته الضرورية, التي تخول له المرور إلى السنة الدرا سية الموالية. ومن أجل ذلك يجب أن نعمل على ترسيخ و تثبيت المحتويات الأ ساسية بشكل ملائم لدى كل متعلم, وأن نساعده على تعلم كيفية إعادة توظيفها في و ضعيات جديدة, ونت أكد من قدرته على القيام بذلك.
الموارد هي كل ما يجب استخدامه لتحقيق كفاية. وهي تشمل المعارف والمهارات والمواقف. فبالنسبة لكل كفاية نهائية هناك مجموعة من الموارد الضرورية، والتي يجب أن تشكل موضوعا للتعلمات الجزئية.
- من هم التلاميذ المعنيون بتنمية الكفايات؟
إن تنمية الكفايات النهائية ليست مقصورة على التلاميذ المتفوقين، بل تهم جميع التلاميذ, كل على حدة, ليتمكنوا من متابعة مسارهم الدراسي بكيفية سليمة.
ليس معنى هذا أنه، في قسم مكون من أربعين تلميذا، يجب أن يتمكنوا جميعهم من الكفايات. فهناك دائما بعض المتعلمين يواجهون صعوبات خا صة، ويحتاجون بالتالي للمساعدة. ولكن ما يجب أن نضعه نصب أعيننا دائما، هو تمكين أغلبية التلاميذ من الكفايات النهائية.
- ماذا بشأن التلاميذ المتفوقين؟
إن التلاميذ المتفوقين هم أول من يستفيد من بيداغوجيا الإدماج، فتدريبهم على التعامل مع وضعيات مركبة يرفع مستواهم أكثر, وهذه إحدى الفوائد الكبرى لبيداغوجيا الإدماج. وبما أن المدرس يقترح على التلاميذ وضعيات جديدة ومتعددة، ف إن بعض المتعلمين يستفيدون منها على سبيل الإغناء و التقوية؛ بينما يستفيد منها البعض ا آ لخر على سبيل العلاج والدعم، وهكذا يتحقق الإنصاف.
وعندما يتبين للمدرس أن تلامذته قد تمكنوا من الكفايات النهائية, يمكنه أن يرفع أداءهم إلى مستوى الإتقان.
عن دليل بيداغوجيا الإدماج بتصرف.
تستهدف هذه البيداغوجيا جعل المتعلم يعبئ مكتسباته و ينظمها,من أجل استخدامها في معالجة و ضعيات مركبة, تسمى وضعيات الإدماج.