تدل ثقافة التطوع على منظومة القيم والـمبادئ والأخلاقيات والـمعايير والرموز والـممارسات التي تحض على الـمبادرة بعمل الخير الذي يتعدى نفعه إلى الغير، إما بدرء مفسدة أو بجلب منفعة، تطوعا من غير إلزام، ودون إكراه. وبهذا، تمثل ثقافة التطوع جزءا من البناء الاجتماعي الذي يشكل عوامل نمو فردي واجتماعي ومؤسساتي، ورافدا أساسيا من روافد توظيف الطاقات التي يمتلكها الـمجتمع للمشاركة في النهوض بمكانته، الشيء الذي يجعل من العمل التطوعي أقوى العوامل الـمؤثرة في إعداد الجيل الجديد، لأنه يدخل ضمن تكوينهم خلقيا ونفسيا واجتماعيا، وهو الصيغة التفاعلية الأمثل لتأكيد تكامل الأدوار الاجتماعية بمستوياتها الـمختلفة.
هذه فقرة من مصوغة حول النوادي المدرسية ، تدعو بشكل مباشر إلى إحياء الروح التطوعية لدى رجال التعليم من أجل تفعيل حياة مدرسية مفعمة بالحيوية والنشاط . فهل تجد هذه الدعوة الاستجابة اللازمة؟ وكيف نحيي ثقافة التطوع في ظل الوضعية التي يعيشها رجل التعليم؟ ما الأسباب الكامنة وراء استنكاف الكثير عن العمل التطوعي رسميا؟