إعلانات

نص التقرير:
الاستثناء من خلال القران الكريم
يـــــــــوم: 09/12/12 | القـراءات: 1974

 تعريفه :

   نوع من أنواع المفعول به ، لأنه يكون في حالة النصب منصوبا بفعل محذوف تقديره " استثني " ، وتدل عليه كلمة الاستثناء .

نحو : حضر الطلبة إلا طالبا .

فـ " طالبا " أعربه النحاة مفعولا به للفعل المقدر " استثني " ، والتقدير : حضر الطلبة استثني طالبا .

    غير أنه ينبغي التدقيق فيما ذكره النحاة حول عمل الفعل المحذوف في المستثنى ، فنرى أن العامل في المستثنى أداة الاستثناء ، وسنتعرض لهذا في حديثنا عن العامل في الاستثناء إن شاء الله .

مكونات جملة الاستثناء :

تتكون جملة الاستثناء من ثلاثة أجزاء على النحو التالي :

1 ـ المستثنى منه .

2 ـ المستثنى .

3 ـ أداة الاستثناء .

* المستثنى منه : هو الاسم الداخل في الحكم ملفوظا كان أم ملحوظا ، متقدما عليه النفي ، أو شبهه ، أو غير متقدم .

* والمستثنى : الاسم المُخرَج من جنس المُخرَج منه ، أي : المطروح أو المتروك .

 

* أدوات الاستثناء " كلماته " فهي على النحو الآتي :

حروف ـ أسماء ـ أفعال وحروف .

وسوف نتطرق لكل منها في موضعه .

      أما الاستثناء المسبوق بنفي ، أو شبهه فيسمى استثناء منفيا ، أو غير موجب .

نحو : ما حضر إلا محمدٌ . ولا تكافئ إلا المجتهدَ .

وإذا كان الاستثناء غير مسبوق بنفي ، أو شبهه فيسمى استثناء مثبتا ، أو موجبا .

نحو : انصرف الضيوف إلا ضيفا .

كما أنه إذا كان المستثنى من موجودا سميت جملة الاستثناء تامة .

نحو : أقلعت الطائرات إلا طائرة .

وإذا كان المستثنى من مفقودا " غير موجود " سميت جملة الاستثناء ناقصة ، أو غير تامة . نحو : ما صافحت إلا أخاك .

وإذا كان المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي الاستثناء متصلا .

نحو : نجح الطلاب إلا طالبا .

وإذا لم يكن المستثنى جزءا من المستثنى منه سمي منقطعا .

نحو : حضر المسافرون إلا حقائبهم .

أولا ـ حروف الاستثناء :

لا يعد من حروف الاستثناء دون المشاركة سوى " إلا " ، والمستثنى بها له ثلاثة أحوال : ـ

الحالة الأولى : وجوب النصب ، إذا كانت جملة الاستثناء تامة مثبتة ، سواء أكان الاستثناء متصلا ، أم منقطعا .

مثال المتصل : حضر المتفرجون الحفل إلا متفرجا .

حضر : فعل ماض مبني على الفتح .

المتفرجون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .

الحفل : مفعول به منصوب بالفتحة .

إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

متفرجا : مستثنى منصوب بالفتحة .

ومنه قوله تعالى : { وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم }

و قوله تعالى : { فأنجياه وأهله إلاّ امرأته قدرناها من الغابرين }

و قوله تعالى : { ففزع من في السموات ومن في الأرض إلاّ من شاء الله }

وقوله تعالى : { فشربوا منه إلا قليلا منهم }

ومثال المنقطع : حضر الطلاب إلا كتبهم ، وغادر الحجاج مكة إلا أمتعتهم .

حضر فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة .

إلا : أداة استثناء مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .

كتبهم : كتب مستثنى منصوب بالفتحة ، وكتب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .

ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }

الحالة الثانية : وهي إذا كانت جملة الاستثناء منفية تامة ، جاز في إعراب المستثنى وجهان :

1 ـ النصب على الاستثناء .

نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبا .

ما تأخر : ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، تأخر فعل ماض مبني على الفتح .

الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة .   

إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

طالبا : مستثنى منصوب بالفتحة .

ـ ومنه قوله تعالى : { ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك }

بقراءة " امرأتك " منصوبة على الاستثناء .

2 ـ اتباع المستثنى للمستثنى منه ، ويعرب بدلا بعض من كل ، وفي هذه الحالة تكون " إلا " مهملة غير عاملة . نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبٌ .

ما تأخر : ما نافية لا عمل لها ، تأخر فعل ماض مبني على الفتح .

الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .

إلا طالب : حرف استثناء ملغي " أداة حصر " . طالب بدل بعض من كل مرفوع بالضمة ، لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع .

ـ ومنه قوله تعالى : { ما فعلوه إلا قليل منهم } . بقراءة الرفع في " قليل " .

وقوله تعالى : { ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون } .

ومثال التابع المنصوب : ما رأيت اللاعبين إلا محمدا .

محمدا : بدل بعض من كل منصوب بالفتحة الظاهرة ، لأن المبدل منه " اللاعبين " مفعول به منصوب .

ومثال المجرور : ما مررت بالمعلمين إلا خالدٍ .

خالد : بدل بعض من كل مجرور ، لأن المبدل من " المعلمين " مجرور .

 

تنبيهات وفوائد :

1 ـ إذا كان الاستثناء منقطعا فالأفصح ، والذي نزل به القرآن هو وجوب النصب . نحو : ما في البيت أحد إلا كلبا . وليس لي صديق إلا الكتابَ .

ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن } .

وقوله تعالى : { لا يعلمون الكتاب إلا أماني } .

ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

في البيت : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

أحد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة .

إلا : حرف استثناء مبني على السكون .

كلبا : مستثنى منصوب الفتحة الظاهرة .

2 ـ وإذا تقدم المستثنى على المستثنى منه وجب نصبه أيضا .

نحو : ما لي إلا خالدا صديقٌ . وليس عندي إلا الصدق قول .

ما لي : ما نافية لا عمل لها . لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

إلا خالدا : حرف استثناء ، وخالدا مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة .

صديق : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة .

الحالة الثالثة : أن يعرب الاسم الواقع بعد إلا حسب موقعه من الجملة ، وذلك إذا كانت جملة الاستثناء منفية ناقصة ، وفي هذه الحالة يلغى عمل حرف الاستثناء ، وهذا النوع يعرف بالاستثناء المفرغ .

أي : ما قبل حرف الاستثناء تفرغ للعمل فيما بعده . مثال الرفع على الفاعلية : ما تفوق إلا خالدٌ .

ـ ومنه قوله تعالى : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله }

وقوله تعالى : { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا } .

وقوله تعالى : { لا يأكله إلا الخاطئون } .

وقوله تعالى : { لا يصلاها إلا الأشقى }  

ما تفوق : ما حرف نفي مبني على السكون لا عمل له ، تفوق فعل ماض مبني على الفتح . إلا حرف استثناء ملغي .

خالد : فاعل مرفوع بالضمة .

ومثال نائب الفاعل : ما كوفئ إلا الفائز . وما عولج إلا المريض .

ومثال الرفع على الابتداء : ما في البيت إلا محمدٌ .

إلا محمد : إلا حرف استثناء ملغي ، و " محمد " مبتدأ مرفوع بالضمة .

ـ ومنه قوله تعالى : { ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون } .

وقوله تعالى : { وما على الرسول إلا البلاغ المبين } .

ومثال الخبر : ما أخي إلا مثابر .

فـ " مثابر " خبر مرفوع بالضمة .

ـ ومنه قوله تعالى : { ما هذا إلا سحر مفترى } .

وقوله تعالى : { إن هو إلا ذكر وقرآن } .

وقوله تعالى : { وما محمد إلا رسول } .

ـ ومنه قول طرفة بن العبد :

لعمرك ما الأيام إلا معارف فما اسطعت من معروفها فتزود

مثال المفعول به : ما قرأت إلا قصيدة . وما كافأت إلا طالبا .

فـ " قصيدة " مفعول به منصوب بالفتحة .

ـ ومنه قوله تعالى : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا }.

وقوله تعالى : { وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا } .

وقوله تعالى : { وما يعبدون إلا الله } .  

ومثال الجار والمجرور : ما التقيت إلا بمحمد ، وما استمعت إلا لعلي .

فـ " محمد " اسم مجرور بحرف الجر ، وعلامة جره الكسرة .

ـ ومنه قوله تعالى : { وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين }.

وقوله تعالى : { ما خلق الله ذلك إلا بالحق } .

وقوله تعالى : { ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله } .

ثانيا ـ أسماء الاستثناء : غير وسوى .

يعرب ما بعدهما مجرورا بالإضافة ، أما هما فيأخذان إعراب المستثنى الواقع بعد إلا بأحواله الثلاث .

نحو : حضر الطلاب غيرَ طالبٍ ، أو سوى طالبٍ .

حضر الطلاب : فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة

غير : مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وغير مضاف .

طالب : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة .

ومثال ما يعرب فيه " غير وسوى " مستثنى منصوبا ، أو بدلا : ما تأخر الطلاب غيرَ طالب ، أو : سوى طالب .

أو : ما تأخر الطلاب غيرُ طالب . أو : سوى طالب .

فـ " غير " الأولى مستثنى منصوب بالفتحة .

والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا .

و " غير " الثانية بدل بعض من كل مرفوع لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل  مرفوع ، والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا .

ومثال مجيء غير وسوى على الحالة الثالثة ( وهو الاستثناء المفرغ ) : ما فاز غيرُ محمد ، أو سوى محمد .

فـ " غير " فاعل مرفوع بالضمة ، ومحمد مضاف إليه مجرور بالكسرة .

والتقدير : ما فاز إلا محمدٌ .

ومثال النصب : ما كافأت غير المجتهد ، أو سوى المجتهد .

فـ " غير " مفعول به منصوب بالفتحة ، والمجتهد مضاف إليه مجرور .

والتقدير : ما كافأت إلا محمدا .

ـ ومنه قوله تعالى : { ما لبثوا غير ساعة }  .

وقوله تعالى : { وما زادوهم غير تثبيب } .

ومثال الجر : ما مررت بغير خالد ، أو : بسوى خالد .

بغير خالد : جار ومجرور متعلقان بـ " مررت " ، وغير مضاف ، وخالد مضاف إليه مجرور ، والتقدير : ما مررت إلا بخالد .

 

ثالثا ـ أفعال الاستثناء :  

عدا ـ خلا ـ حاشا .

عدا وخلا لا تعمل في المستثنى النصب إلا بشرط أن يسبقها " ما " المصدرية .

نحو : حضر الطلاب ما عدا محمدا . وسافر الحجاج ما خلا قليلا .

حضر الطلاب : فعل وفاعل .

ما عدا : ما حرف مصدري مبني على السكون ، وعدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر .

محمدا : مفعول به منصوب بالفتحة .

 ومثلها خلا . أما حاشا فلا تسبقها ما المصدرية ، ويجوز في المستثنى بعدها

النصب على المفعولية ، أو الجر على اعتبارها حرف جر .

نحو : نجح الطلاب حاشا محمدا ، أو حاشا محمدٍ .

وذا خلت عدا ، أو خلا من ما المصدرية ، فيجوز إعراب المستثنى بعدهما مفعولا به منصوبا على اعتبارهما فعلين ، أو اسما مجرورا على اعتبارهما حرفي جر .

نحو : قدم الضيوف عدا ضيفا ، أو : عدا ضيفٍ .

عدا ضيفا : عدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وضيفا مفعول به منصوب .

عدا ضيف : عدا حرف جر مبني على السكون ، وضيف اسم مجرور .

 

فوائد وتنبيهات :

1 ـ جواز مجيء الجمل بعد إلا في الاستثناء المفرغ .

نحو : ما الجندي إلا يعمل للدفاع عن وطنه .

ما الجندي : حرف نفي ، الجندي مبتدأ مرفوع بالضمة .

إلا يعمل : حرف استثناء ملغي ، ويعمل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .

للدفاع : جار ومجرور متعلقان بالفعل .

عن وطنه : جار ومجرور متعلقان بالفعل أيضا ، ووطن مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

2 ـ تستعمل " بيد " استعمال " غير " بشرط أن يكون الاستثناء منقطعا ، وأن تكون مضافة إلى مصدر مؤول من " أن " ومعموليها .

نحو : محمد مؤدب بيد أنه كسول .

محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ومؤدب : خبر مرفوع بالضمة .

بيد : مستثنى منصوب بالفتحة .

أنه كسول : أن واسمها وخبرها .

وجملة أن ومعموليها في محل جر مضاف إليه .

والتقدير : محمد مؤدب غير أنه كسول .

3 ـ من الأفعال التي تستعمل في الاستثناء " ليس " ، و " لا يكون " ، وهذه الأخيرة لا تستعمل بدون " لا " . إذ لا يصح القول : حضر الطلاب يكون محمدا .

والصحيح أن نقول : حضر الطلاب لا يكون محمدا .

والمستثنى بعد ليس ولا يكون ينصب على أنه خبر لهما .

نحو : سافر أفراد الأسرة ليس عليا .

4 ـ ذكرنا أن العامل في المستثنى هو الفعل المحذوف ، وتقديره استثني ، وهناك آراء أخرى لا داعي لذكرها ، لكن أهم ما يمكن قوله : إن العامل في المستثنى هو حرف الاستثناء ، وبهذا قال ابن مالك ، وهو الصواب عندي لأنه أبعد عن التكلف .

5 ـ يجوز في إعراب تابع المستثنى بغير وسوى مراعاة اللفظ ، أو المحل .

نحو : نجح الممتحنون غير محمدٍ وخالدٍ ، أو : سوى محمد وخالد .

ونحو : نجح الممتحنون غير محمد وخالدا ، أو : سوى محمد وخالدا .

فجررنا " خالد " مراعاة للفظ المجرور بالإضافة في المثال الأول ، ونصبناه في المثال الثاني مراعاة للمحل ، والتقدير : نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا .

والصحيح أن يعرب تابع المستثنى بغير وسوى نصبا على المحل .

نحو : نجح الممتحنون غير محمد وخالدا ، أو : سوى محمد وخالدا .

لأن تقدير الكلام : نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا .

6 ـ يجوز حذف المستثنى بغير إذا فهم المعنى .

 نحو : عملت الواجب ليس غيرُ ، وأرسلت رسالة ليس غيرُ .

7 ـ لا يجوز اقتران ما المصدرية مع حاشا ، وما قرئت به مقترنة فهو شاذ .

إذ لا يجوز أن نقول : حللت الواجبات ما حاشا واجبا .

والصحيح : حللت الواجبات حاشا واجبا ، أو : حاشا واجب .

8 ـ جواز استعمال " لا سيما " ضمن كلمات الاستثناء ، والاسم الواقع بعدها يجوز فيه حالات الإعراب الثلاث : الرفع ، والنصب ، والجر .

نحو : هزني منظر الجيش لا سيما قائد في مقدمتهم .

فـ " قائد " خبر مرفوع لمبتدأ محذوف ، والجملة صلة " ما " إذا اعتبرناها موصولة .

 

 

 


تقييم:

0

0

مشاركة رابط الصفحة:


المشاركة في الدرس عبر الفيس بوك:

المشاركة في الدرس عبر الموقع:
.....................................................................

=== إضافة مشاركة جديدة ===
الإسم:

المهنة أو المهمة:

نص المشاركة:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة

فكرة وتصميم وبرمجة الموقع: أحمد زربوحي
للتواصل: e-mail: etenma@gmail.com