نص التقرير:
الكون والمجموعة الشمسية
يـــــــــوم: 11/10/11 | القـراءات: 83066
الكون والمجموعة الشمسية
ما هو الكون؟
منذ أقدم الأزمنة ، و الناسيتطلعون نحو السماوات بدهشة و ذهول . و قبل أن يتفهموا شيئاً عما كانوا يشاهدونه ،عبدوا الشمس و القمر و الكواكب السيارة كآلهة . و عندما عرفوا تحركات الأجسامالمنتظمة في الفلك ، اتخذوها مقياساً و أساساً للتقاويم .
و في ليلة صافيةيمكنك أن ترى عدداً كبيراً من النجوم ، و بالرغم من أنها تبدو كنقط صغيرة من الضوء . فهي في الواقع أجسام كبيرة كروية تطلق مقادير عظيمة من الضوء و الحرارة ، و هيتبدو لنا صغيرة لأنها تبعد عنا ملايين الكيلومترات . لذا فالفلكيون لا يقيسونالمسافات الكونية بالكيلومترات بل بالسنين الضوئية .
و السنة الضوئية هيالمسافة التي يجتازها الضوء في سنة . و تساوي نحو 9 ملايين مليون كيلومتر . و أقربنجم للشمس و هو ( الظلمان القريب ) يبعد عنا أكثر من 4 سنين ضوئية ، أما نجم ( ذنبالإوزة ) فيبعد عنا حوالي 650 سنة ضوئية .
و هناك نجوم أكبر كثيراً من غيرها، و البعض الآخر أعظم إشراقاً إما لأنه يطلق مزيداً من الضوء أو لقربه منا . والضوء الذي تطلقه النجوم مختلف الألوان . فالنجم الذي يبدو بلون أحمر هو أبرد منالنجم الأبيض الأقرب للزرقة . و أهم نجم بالنسبة لنا هو الشمس و هي تطلق ضوءاً أصفرو تبدو لنا نسبياً كبيرة ، مع أنها في الواقع أصغر كثيراً و أقل إشراقاً من النجومالأخرى ..
و بالرغم من أن النجوم بعيدة جداً بعضها عن بعض فإنها تقع فيمتجمعات تدعى [ المجرات ] . و الشمس هي واحدة من ملايين النجوم التي لا تحصى و التيتؤلف مجرتنا [ درب التبانة ] . و بالإمكان أحياناً مشاهدة قسم من مجرتنا ممتدةكشريط خافت من النجوم في الفلك . و هذا الشريط هو درب التبانة ، و بالإمكان تقسيمالنجوم في المجرة إلى مجموعات أصغر هي الكوكبات أو الصور الفلكية التي تعرفبأشكالها . و تساعد الأبراج الأشد تألقاً مثل [ كوكبة الجبار ] في تحديد مواقعالكوكبات أو النجوم الأقل إشراقاً .
أما المجرة فهي ضخمة للغاية و تحتاجمركبة فضائية إلى 100000 سنة ضوئية لتجتازها . و لكي تصل المركبة إلى أقرب مجرة مناو هي مجرة [ المرأة المسلسلة ] يلزمها مليونا سنة .
أما مجرتنا فهي واحدةمن آلاف ملايين المجرات و كلها تختلف شكلاً و حجماً عن بعضها البعض . كما توجد فيالفضاء أيضاً سحب كبيرة من الغاز و الغبار تدعى [ السدم ] ، و هكذا يتألف الكون منالمجرات و السدم و الفراغ بينها .
و يمكن تلخيص تعريف المجرة Galaxy بأنهانظام نجمي يرتبط ببعضه و يسير وفق نظم معين ، و يتحرك في الفضاء ككتلة واحدة معاختلاف حركة أجزاءه الداخلية . و تتكون المجرة من بلايين النجوم و الكواكب والمذنبات و النيازك بالإضافة إلى الغبار الكوني و الغازات [ أهمها الهيدروجين ] والسحب الكونية ، تدور بعضها حول بعض و تربطها قدرة البارئ بالجاذبية فتجعلها وحدةمتماسكة عظيمة . و هناك الملايين من المجرات في الكون . و هذه المجرات تتحرك منتشرةفي الفضاء الكوني .
و يقول علماء الفلك أن المجموعة الشمسية ما هي إلا جزءصغير من مجرة درب التبانة . و يقدر الفلكيون عدد النجوم في مجرتنا فيقولون أن عددهاما يقارب 100000مليون نجم ، و أنه يستغرق الضوء كي يقطع المسافة من طرف المجرة إلىالطرف الآخر مئة ألف سنة ، و سمكها من الوسط يقطعه الضوء في عشرة آلاف سنة .
و لسنا نعرف حجم الكون لكننا نعلم أن المجرات يبتعد بعضها عن بعض بسرعاتعظيمة . فالكون إذاً يتمدد كمنطاد ينتفخ . و يعتقد كثير من الفلكيين أن هذا التمددمستمر منذ نشأة الكون ربما قبل سبعة آلاف مليون سنة ، و قد تكونت النجوم و الكواكبالسيارة ببطء شديد . و النجم يطلق ضوءاً و حرارة لمدى ملايين السنين ثم يخفت ضوءه ويحتضر ، و في الوقت نفسه تتكون نجوم أخرى من السحب الغازية .
قال اللهتعالى : (( و آية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون و الشمس تجري لمستقرلها ذلك تقدير العزيز الحكيم و القمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لاالشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون )) سورةيس من آية 37-40
موقع الأرض من الكون
حتى السنوات الأخيرة كانسكان الأرض يعتبرون أنفسهم مقيدين بالأرض وحدها ، أما اليوم . و بعد أن تجولالإنسان في الفضاء الذي يحيط بالأرض ووضع أقدامه على سطح القمر . أصبح بإمكاننا أننقول أن الإنسان لم يبق مقيداً بالأرض فقط . بل أصبح رائداً للفضاء أيضاً . و منمشاهدة الإنسان عبر الصور الواردة من المركبات الفضائية و الأقمار الاصطناعيةاستنتج الإنسان أن الأرض جسم صغير يسير في الفضاء بين عدد لا حصر له من الأجرامالسماوية و قد لا يكون حجم الأرض بالنسبة للكون أكبر من حبة رمل بالنسبة للأرض . وفي مقدورنا أن ندرك المسافات بين الكواكب و بوجه خاص بين الشمس و الأرض و بين الأرضو النجوم القريبة .
المجموعة الشمسية
الشمس عبر الفضاء و يواكبهاعدد كبير من الأجسام ، و تعرف المجموعة كلها بالنظام الشمسي ، أما أكبر أفراد هذهالمجموعة المواكبة و أهمها فهي الكواكب السيارة ، و هناك تسعة كواكب سيارة أحدهاالأرض ، و الكواكب هذه تدور حول الشمس في مدارات دائرية تقريباً ، و هناك أجسامأصغر تدور حول الشمس و هي الكويكبات ( السيارت الصغرى ) و المذنبات و النيازك .
كان الفلكيون الأقدمون يعتقدون أن الأرض مسطحة ، مع أن بعض مفكري اليونانكأرسطو ( 384-322 قبل الميلاد ) قالوا باستدارتها . و كان الاعتقاد السائد أن الأرضهي مركز الكون ، و أن الأجسام السماوية الأخرى – الشمس و القمر و السيارات و النجوم – تدور حولها ، و يعرف هذا الاعتقاد بنظرية مركزية الأرض للكون . و قد دعم هذهالنظرية الفلكي بطليموس ( القرن الثاني بعد الميلاد ) و أخذ بها أكثر الناس و بينهمزعماء الدين مدة تزيد على 1000 سنة .
و كان نيكولاس كوبرنيكس ( 1473-1543) أو من خطّأ نظرية مركزية الأرض للكون قائلاً إن الشمس ، لا الأرض هي مركز الكون ،لكن نظرية مركزية الشمس جوبهت بمعارضة عنيفة ، و على الأخص من المتذرعين بأسبابدينية . لقد كان الاعتقاد السائد أن الأرض هي أهم جرم في السماء و لذا فهي مركزالكون .
و قد حُبس الفلكي غاليليو بأمر من رجال الكنيسة و أجبر على التراجععن اعتقاده بأن الشمس هي مركز الكون ، ثم جاء يوهانس كبلر يدعم رأي كوبرنيكس فدلبالبرهان على أن الأرض و السيارات الأخرى تدور حول الشمس ، فالشمس هي مركز النظامالشمسي ، و ليست مركز الكون . فمن شبه المؤكد أن هناك شموساً أخرى كثيرة و لكل منهانظامها الشمسي الخاص بها .
و بفضل الأرصاد المفصّلة التي أجراها الفلكيالدانمركي تيخو براهي استطاع تبيان أن مدارات الكواكب السيارة إهليليجية ( بيضاوية ) نوعاً ما و ليست دائرية ، و يدور الكوكب السيار في المدار الإهليليجي بحيث تكونالشمس إحدى بؤرتيه .
و الوقت الذي يستغرقه الكوكب السيار في الدوران مرةحول الشمس يسمى سنة ، و يختلف من كل كوكب لآخر . فالكوكب القريب من الشمس سنته أقصرمن سنة السيار الأبعد و هكذا .
أما سنة الأرض فهي 365 يوم و ربع اليوم ،لذلك اتخذت السنة العادية 365 يوماً و الكبيسة 366 يوماً كل أربع سنوات لتعويض ربع اليوم .
و مع دوران الكوكب في مداره الإهليليجي يدوم في نفس الوقت كالدوامةعلى محوره . و يسمى الوقت الذي يستغرقه الكوكب ليدور حول نفسه يوماً . و يختلف طولاليوم باختلاف الكوكب . فيوم الأرض يساوي 23 ساعة و 56 دقيقة ، فعندما يواجه مكانما على الكوكب الشمس يكون النهار هناك ، و عندما يتحول عن الشمس يكون ليلاً . ودوران الأرض حول نفسها هو السبب في الحركة الظاهرية للشمس و النجوم عبر السماء . وتدور الأرض حول محور وهمي يمر في القطب الشمالي و القطب الجنوبي . و هذا المحوريميل بمقدار 23 درجة و نصف الدرجة عن مستوى مدار الأرض ، و هذا الميلان يسبب الفصولالأربعة و يعطينا النهارات الطويلة الحارة و الليالي القصيرة في الصيف ، و النهاراتالقصيرة الباردة و الليالي الطويلة في الشتاء .
منقول للاستفادة
تقييم: