المؤسسات التعليمية بالمغرب

مجموعة مدارس سيدي أحمد التومي

تقارير الأنشطة التربوية

معلومات المؤسسة

السلك: الابتدائي
نوعها: مجموعة مدارس
مجموع الأعضاء: 4
تسجيل عضوية في المؤسسة
خريطة غير موجهة

العضو الأكثر نشاطا على مستوى المؤسسة

الاسم: الخناش
الصفة: أستاذ
مسجل يوم: 2012-07-16
مجموع النقط: 24.4

إعلانات

نص التقرير:
كلمة أوزال حسن أستاذ بم م التوامة
من طرف: الخناش
يـــــــــوم: 20 - 06 - 15 | القـراءات: 1281

الأستاذ حسن أوزال في شهادة التكريم للأستاذ عبد الصادق عياشي ،مفتش التعليم الإبتدائي بنيابة الحوز مراكش

أيها الحضور الكريم، أيتها الأخوات و الإخوة

اسمحوا لي بداية ، أن أدعوكم هذا الصباح و بمناسبة تكريم زميلنا عبد الصادق العياشي ، إلى أن تكونوا ولو لمرة واحدة في الحياة، رواقيين. ذلك أن للرواقية أخلاقا تجعل من صاحبها إنسانا في مستوى الحدث. وهذا ما يسمى لديها بالحب القدري، أي أن يصير المرء ابن أحداثه الخاصة، فيشرع في إرادة ما يجري، دونما تخاذل أو تنكر و دونما حقد أو استهتار. على كل منا إذن أن يبادر بفقدان وجهه، لينخرط دونما ممانعة في سيولة الحب، والصداقة التي جمعتنا و تجمعنا جميعا بالمحتفى به منذ أمد بعيد. و مما لاريب فيه ،أننا اليوم إذ نعمل على تكريم صديقنا عبد الصادق ،فإنما نعمل في الحقيقة ،و في نفس الوقت ،على التأسيس لطقوس أنبل و أرفع من طقوس الحقد و الضغينة التي سادت وتسود للأسف أوساطنا التعليمية و ماتزال تحكم علاقاتنا المجتمعية على حد سواء. يكفينا إذن، والحالة هاته، ذلك القدر من البؤس الذي تشربناه جميعا و على مر السنين ،سواء جراء أوضاعنا المادية المزرية و البنيات التحتية المهترئة أوجراء السياسة التعليمية الفاسدة، التي يستدعي الأمر إصلاحها إصلاحا جدريا . يكفينا الحزن الذي تشربناه حد تقلص قدراتنا على الفعل و التقدم. يكفينا ما فعلته فينا ،الأيام والسلطة التي تفننت ميكروفيزيائيا في جعلنا عبيدا و إقناعنا عبر إديولوجياتها المتفرعة على أن الحياة صعبة المنال و ثقيلة. ذلك أن المرح ، للأسف ،لم يعد من شيمنا و الحب أبعد ما يكون من أخلاقنا. وهل أقول لكم أن مرضى النفس و الناقمين على الحياة لن يتركونا في راحة و لن يخلوا سبيلنا إلا إذا نشروا عدواهم القذرة و طاعونهم القاتل لا لشيء إلا لأنهم بحاجة إلى التنقيص من مرحنا و النيل من إرادتنا في العيش. لذلك أدعوكم أن تنخرطوا بقلوبكم و عقولكم في هذا الحدث العظيم ،حدث تكريم و احتفاء بزميلنا في المهنة، الصديق العزيز عبد الصادق العياشي، الذي أفنى عمرا بأكمله في الإسهام بهذا القدر أو ذاك في تربية الأجيال و الحرص قدر المستطاع على الدفاع عن الوضع التعليمي في وقت لم يعد فيه أحد يولي التعليم العمومي أدنى اهتمام.

تعرفت على المحتفى به منذ أزيد من عقد و نصف، و كان أول لقاء لي به في منطقة إسوال الجبلية،التابعة لجماعة زرقطن حينئذ.حيث عينت في مدرسة لا وجود بها لا للطاولات و لا للسبورة. فعانينا الأمرين و تقاسمنا الويلات. أتذكر أن الرجل حينها طلب مني أن أكتب تقريرا مفصلا عن الأوضاع، و هكذا تمكنا بدعم من الجماعة من تزويد المؤسسة بما يلزم من تجهيزات،بعدما تمكنا من نقلها من النيابة. هكذا أمضيت سنة كاملة لأنتقل بعدها إلى التوامة، حيث أعمل حتى اللحظة؛ و شاءت الأقدار أن نستمر، في إطار العلاقة المهنية، و أن نتقاسم مع سي عبد الصادق تفاصيل الحياة العملية بمرها وحلوها. فكان،أن عرفنا الخصام و تذوقنا الوئام. أنا من جهتي لأني كنت صادقا في التعبير عن مواقفي، و هو من جهته لأنه كان حازما في الدفاع عن آراءه. لقد كنا ،في واقع الأمر، كنهرين يجريان الواحد جنب الآخر، ليصبا في مجرى كبير هو مجرى التربية التي دافعنا عنها باستماتة و دونما مواربة. فتخرج على أيدينا الأجيال، و شاع الحب رغم كيد الحساد. و التأم الجرح رغم نية المرضى، وسالبي الأرواح. الحاصل أن علاقتي بسي عبد الصادق كانت لوحدها عبرة لمن يعتبر. كنا نحن الاثنين لا نؤسس لمذهبية و لا ننتصر لملة أكثر مما ننتصر لقضايانا التربوية الصغيرة و العميقة بصدق عز نظيره. هكذا ومع توالي الأيام و مرور الأعوام ،توطدت الصداقة بيننا و استرسل الود و تبدد الخصام .لعل السر في ذلك بنظري ،إن كان يعود إلى شيء فإنما يعود إلى صدق الرجل و أخلاقه السامية. أخلاق أبعد ما تكون عن أخلاق الرعاع. أولئك الذين لا يعرفون إلا النفاق و الرياء. بحيث بدل التصريح بما يختلج في صدورهم من حقد و ضغينة تجدهم يضمرون أكثر مما يظهرون. و ربما كانت هذه مناسبة للدعوة إلى مراجعة الذوات، و الكف عن الكيل بمكيالين؛ مادام أن مجالنا الذي هو مجال التربية لا يقبل بنظير تلك الشيم؛ أكثر مما يستدعي تغليب الصداقة عن الحقد و الحب عن الكراهية، والعقلانية عن الظلامية و العلم عن الجهل .لذلك أجدني مجبرا مرة أخرى لأن أدعوكم هذا الصباح إلى التشبث بالصداقات بدل التشبث بالعداء و الانتصار للود بدل التفنن في زرع الأحقاد ؛راجيا من كل واحد على حدة أن يراجع نفسه بالمناسبة ،ليستبدل إذن رغبته البشعة بقوة الحب. وهذا ما لا يعني إرادة ربط العلاقات مع الغير دونما مغزى، ولا التوحد مع المحيط أو أي شيء كان دونما طائل، و إنما يعني استخراج الحدث النظيف الذي يجمعنا بأولئك الذين نحبهم و الذين لا ينتظروننا مثلما لا ننتظرهم، على اعتبار أن الفرح هو وحده ما ينتظرنا، الفرح بالطبع من حيث هو أفق الصداقات المرحة و الإلتقاءات الجيدة التي بوسعها أن تسعفنا على المزيد من العطاء و المزيد من الاعترافات المتبادلة .اعترافات قد تجيء صغيرة صحيح، لكنها تكريم لا يفتأ يحفز الناس على العمل و المتعة في كل حين.

أيها الحضور الكريم

إن صنع حدث ما ،مهما كان صغيرا، هو المسألة الأكثر صعوبة، سيما في زمننا هذا الذي ماعدنا نشتم فيه إلا رائحة الموت و التقتيل، الحقد و الضغينة. لذلك لابد لنا من القول بأننا اليوم بإقدامنا على هذا التكريم ،تكريم أستاذنا و صديقنا عبد الصادق العياشي، نكون كمن انتزع الفرح من عمق المأساة و كمن خلق قصة جميلة من حدث بسيط عادي. فهنيئا لسي عبد الصادق، على هذا المسار الحافل بالعطاء، وهنيئا لنا على هذا الحب الذي جعلنا نغترف منه جميعا، محققين تغيرا في الجو ،بفضله ننتقل على حد تعبير سبينوزا، من كمال أقل إلى كمال أرفع مقاما ؛هكذا كما قال ذات مرة أحد أصدقائي "نسير في الحياة، و تحفزنا أخطاءنا التي اقترفناها بنبل"؛ مما يجعلنا نقطع المسافات دونما مبادلة الحقد بنظيره و لا تصريف الكره بالنقمة؛ آيتنا في ذلك، إرادة القوة التي تنتابنا على الدوام، فتصون عهدنا وعهد من معنا، غير مبقية إلا على ما هو جدير بالتخليد؛ تخليد صار طقسا نتقاسمه اليوم على نحو جميل ،وفي سياق احتفاء مشترك هو رهان اللحظة: لحظة الاعتراف بحبنا لبعضنا، من أجل حياة تفوق الحياة الشخصية. فهنيئا لك صديقنا عبد الصادق، مرة أخرى ،بكل هذا النبل و الصدق و الوفاء؛ هنيئا لك باحتارمك حتى لمن عادوك، قبل من صادقوك، غير مكترث بالوشايات مادام أن الأهم بالنسبة لك هو أن تفوز بمشعل المحبة و أن تتقاسم معنا لسنين طوال محنة المهنة و إكراهات التربية ،قابلا بالاختلاف كارها للتطابق؛ منتصرا للكفاءة باغضا للتزلف. أيها الصديق العزيز، إن المودة التي أفلحت في زرعها بين كل من عرفوك، و أنا واحد منهم، هي بنظري ما جعلنا اليوم، نلتقي خصيصا لتكريمك، معبرين لك ،ورؤوسنا مرفوعة، عن مدى فخرنا بك ،صديقا و أستاذا، و مربيا للأجيال. دمت إذن متألقا على الدوام.

و شكرا.

الكلمة التي ألقاها حسن أوزال، في الحفل التكريمي للأستاذ عبد الصادق العياشي ،مفتش التعليم الإبتدائي بنيابة الحوز مراكش، بمجموعة مدارس سيدي احمد التومي ،نيابة الحوز مراكش، يوم 6-6-2015.


تقييم:

0

0

مشاركة رابط الصفحة:


التعليق على التقرير عبر فيس بوك:

التعليق على التقرير في الموقع:
...........................................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

المهنة أو المهمة:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة

فكرة وتصميم وبرمجة الموقع: أحمد زربوحي
للتواصل: e-mail: etenma@gmail.com