هي صغيرة الحجم هزيلة الجسد لا تكاد تظهر ، وأنت قويٌ عاقلٌ قادر على سحقها وإنهاء حياتها في ثوان معدودة !! تلك الهزيلة شديدة القسوة جبارة في انتقامها .
تشعلها وتمتصّ حياتها فتسكب سمها القاتل في أنحاء جسدك القوي ليترسب في رئتيك وتحصي عليك عدد أنفاسك .
تداعبها بين شفتيك فتجعل منهما مكاناً آمناً لمرض خبيث يغزوجسمك .
تنفث ما تبقى منها دخاناً في الهواء وأنت تشعر بالنشوة فينطلق شبحها ليهاجم بني البشر ويتسلل مع كل نفس يستنشقونه ليهاجم أجسادهم ويضيق عليهم أنفاسهم ويدمرهم .
تنتهي منها بعد أن تحيلها إلى رماد ولا تكتفي بذلك بل تسحقها منتصراً .
تعاود لتغازل أحاسيسك وتغويك آهِ منها وأنت القوي العاقل.
يزداد إدمانك عليها فتزداد هي سطوة وسيطرة وشراسة عليك.
مع الأيام تضعف تتهالك.
ينتشر المرض في جسدك المعلول . ويصر الطبيب أن تبتعد عنها . أن تكف عن لقائها لكنها الأقوى . فقد أصبحت جزءاً من أصابعك وتكملة لشفتك ، تسكن رئتيك وتسرح وتمرح في دمك . احقا انت العاقل القوي.