عبدالله رزين

اللغة العربية ...في زمن الاحتضار.. 6/11/2011

نستعيذ بالله ونسأله اللطف مما قد تؤول إليه اللغة العربية ، في زمن تعد الدروس المقدمة فيه للتلاميذ ، خاصة في المرحلة الإعدادية ، على رؤوس اصابع اليد الواحدة. وليس الخطأ طبعا من المتلقين ولكن من الذين لا يستحيون ويقطعون من أطرافها ، من ذوي النفوذ وأصحاب القرار والسلطة ، متناسين أنه سيأتي عليهم يوم - والبوادر بادية - يشيع فيه المدرسون لغة الضاد إلى مثواها الأخير.كيف لا ، وقد حذفت غالبية الدروس اللغوية المهمة التي تشكل عمود التعبير ، وتقلصت حصص المحفوظات الشعرية والنثرية ، وابقي على كلمات قليلة في الشكل ( وكثيرا ما نصادف العجب العجاب أثناء التصحيحات الإشهادية ، ولن أبالغ إذا قلت أن لكل مصحح في هذا الجانب قصصا يرويها) ، أضف إلى ذلك ، حذف حصتين من حصص تدريس اللغة العربية ( اربعا بدل ست).

والذي نفسي بيده ، إن الوضع خطير والعواقب كارثية ، ولا ادل على ذلك مما نشاهده ونسمعه، مثلا ، عن مقدمي البرامج في وسائل الإعلام ، من خليط لغوي غير متجانس بين عدة لغات ! أو من المدرسين أنفسهم وهم يقدمون دروس اللغة العربية ذاتها !! وسيزداد الوضع سوءا إذا استحضرنا مضايقة العديد من اللهجات المحلية واللغات الأجنبية للغة العربية.

إن التجربة التي عشناها كمدرسين للغة على مدى ثلاثة عقود كافية ، اليوم ، بإعطائنا صورة عن تدني مستوى التحصيل والتوظيف اللغوي السليم عند التلاميذ ، وهو ما جعلني أشارك ،بهذا المقال، زملائي المدرسين لهذه اللغة ، في دق ناقوس الخطر ، إيذانا بحلول عاصفة هوجاء تذكرني بتلك التي هزت العالم العربي إبان التغلغل الاستعماري في الأراضي العربية ، ودفعت بالعديد من الغيورين ليردوا الاعتبار للعربية ويذودوا عنها ، كما هو الحال عند حافظ ابراهيم في قصيدته المشهورة :

رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي ....وناديت قومـــــي فاحتسبت حياتي

فرجاء لكل غيور على لغة القرآن ، أن يعمل جاهدا للحفاظ على مكانة اللغة العربية ، حتى تستعيد مكانتها ،ويجنبها عاقبة الاحتضار.